مبروك علينا الحرّية ...مرحباً بك زائراً ومتابعاً ... تواصلك يشرفني

الثلاثاء، سبتمبر ١٨، ٢٠٠٧

إيـقـاع العـصـر

دخل العالم إلى القرن الـ21...


والعالم كلمة تجمع دول العالم الثالث والثاني والأول والحادي عشر.


الفارق هو كيفية الدخول.... هناك من دخل طائرا على الصواريخ النووية ومسلحا بالقنابل النووية ومدرعا بشبكة فضائية...... وهناك من دخل سائرا اعزلا تحميه زرقة السماء.....


هذا الفارق الهائل بين طريقتي الدخول هو تجسيد للفارق العملي بين العالم الأول وبيننا.....


حتى يتسنى لنا مواجهة إيقاع العصر واللحاق،لا أقول محاولة اللحاق، بركب الأوائل......


لا يمكن أن نكتفي بتطوير النظم وميكنة الصناعة وتحرير التجارة وضبط تخصيص الملكية العامة وتشجيع الاستثمار و..و..


بل يجب أن ندرك وجود عامل هام يواجه مجهوداتنا ويهدد محاولاتنا ....... هو عامل الوقت.


في كافة المصالح الحكومية ومؤسسات القطاعين العام والخاص يتراوح عدد ساعات العمل في الفترة الواحدة بين 8 و 12 ساعة. أي أن اليوم يحتوي على فترتين أو ثلاث فترات عمل بحد أقصى...


(ملحوظة: الاتفاقيات الدولية لتحديد عدد ساعات يوم العمل هي اتفاقيات تنتمي للربع الأخير من القرن التاسع عشر)

الملاحظ أن كافة المؤسسات، ورغم التعديلات والتحسينات التي تظهر في كل مكان، مازالت تعاني من ظاهرة الانتظار والازدحام .....ما ينطبق على المؤسسات يسري على وسائل النقل والشوارع والمدارس وكل ما نتعامل معه يوميا (أثناء النهار).


لذا فإن إجمالي عدد الملاحظات اليومية، التي يمكن لنا أن نتابعها بسهولة، يؤدي إلى نتائج سهلة وواضحة تتلخص في "إهدار الـ..."


و"الــ" التعريف هذه يتبعها أي شئ لا يجوز إهداره وخاصة الوقت، وقت المواطن والموظف والعامل والطبيب والمريض والضابط والدولة ووقتنا. إذا لماذا لا نستفيد استفادة قصوى من الوقت حتى نتغلب على الفارق الزمني الذي ولده التسارع الذاتي لعجلة التكنولوجيا في العالم الأول؟


لماذا لا نستفيد من تعداد السكان وزيادة عدد الأيدي العاملة ونقسم اليوم إلى أربع فترات أي 6 ساعات للفترة الواحدة؟

اعتقد أن 6 ساعات عمل يمكن أن تحسن من أداء العمل وسرعته وتوفر عدد لا بأس به من فرص العمل وتزيد من معدلات الإنتاج وتقلل من كثافة المرور على مدار الأربع والعشرين ساعة وتستفيد من قدرات المصريين على السهر إلى الساعات الأولى من الصباح.

لماذا لا يقوم الزملاء من الباحثين بدراسة جدوى الفكرة وتكلفتها ونتائجها الاقتصادية والاجتماعية بل والسياسية المتوقعة خاصة وأننا نمتلك الآن قاعدة بيانات تسمح بإجراء مثل تلك الدراسة.

الوقت هو أثمن ما لدينا الآن واستثماره أو بمعنى أدق استغلاله وتبادل فترات النوم والعمل بيننا على مدار اليوم والأسبوع والشهر والسنة هو المفتاح القادر على إدارة المحركات الأيونية المصرية التي تتحكم فيها قاعدة زحل الفضائية عام 2099 ميلادية. هل يمكننا دخول القرن الثاني والعشرين مصنفين كعالم أول؟ ....

أطال الله في أعمار الجميع.