تابعت موضوع خالد سعيد كما تابعه غيري على شاشة الكمبيوتر والبرامج الفضائية ولي ملاحظات وتحفظات سأجملها هنا..
خالد سعيد لا تجوز عليه إلا الرحمة وأياً كان ما اقترفه فليس من حق مخبر أو أمين شرطة أو ضابط أن ينفذ فيه الحكم البشع الذي تعرض له...
أول ظهور لهذه الواقعة كان من معسكر "إيمن نور" الذي سردها في هذا السياق: شائعة وفاة أيمن نور غير حقيقية وقد أطلقتها الحكومة للتغطية على جريمة قتل خالد سعيد...
بعد ذلك انتشر خبر تلك الجريمة انتشار النار في الهشيم وتم إغفال موضوع شائعة وفاة أيمن نور ومن أطلقها ولماذا وما هي تفاصيل هذه الشائعة ولكن فلنترك هذا الأمر لهامشيته الحالية وعلينا أن نفكر أولاً ...
وفاة السيد خالد سعيد ليست الأولى من نوعها وليست جديدة وتاريخ مصر القديم والمعاصر والحديث يثبت حالات كثيرة من تجاوزات جهاز الأمن تجاه المواطنين.. هذه الحالات منها ما تم تصعيده للمحاكم وتم الحكم فيه ومنها ما تم تغطيته أو تصفيته .. ولكن لم يحدث ان احتاج جهاز الأمن لإطلاق شائعة وفاة شخصية عامة للتغطية على جريمة وتجاوز أمني في حق مجهول، خاصة وأن هذه التجاوزات أو لنقل الجرائم الأمنية تملأ صفحات جرائد المعارضة أسبوعياً ويومياً .. إذاً هي جريمة أمنية وتجاوز في حق المجتمع تم الكشف عنها بطريقة مبهمة وتبدو مقصودة لأغراض لا نعرفها ...
نأتي للواقعة نفسها ... تابعت التفاصيل بدقة وسمعت مكالمات هاتفية في عدد من البرامج الحوارية وشاهدت الصور المنتشرة للمستندات الرسمية الخاصة بـ خالد سعيد وشاهدت الفيديو الذي قيل عنه أنه سبب ما حدث ...
ملاحظات عامة وهامة:
خالد سعيد لا يحمل مؤهل ولديه دبلوما في الالكترونيات من أمريكا ... هذه العبارة بالنسبة لي تعني أنه غير حاصل على مؤهل معروف وهنا تأتي النقطة الثانية
شهادة اتمام الخدمة العسكرية توضح أن خدمته كانت :
1- في قوات الشرطة (جندي أمن في اشرطة) وليس في التجنيد المعروف بالجيش لعموم الشباب..
2- أن خدمته كانت في الأسكندرية (بما إنه من سكان الإسكندرية فهذا الموضوع يحتاج إلى واسطة ما ليخدم في نفس المنطقة)
وظيفة خالد الذي يحمل دبلوما في الالكترونيات هي صاحب شركة استيراد وتصدير
رأس مال الشركة 3000 ثلاث آلاف جنيه
تم رفع رأس المال إلى 5000 خمس آلاف جنيه
يعني ببساطة شركة على ما تُفرج وغالباً مقرها غرفة فوق السطوح أو نفس عنوان المنزل ولا تعقيب لي على الأرقام خاصة وأن خالد كان يحتاج أن يخرج من منزله ليذهب إلى سايبر أو انترنت كافيه ولا يوجد لديه انترنت في المنزل أو لاب توب به مودم متنقل مثلاً لزوم الشغل
إذا يمكن أن يكون هناك صلة بالفعل بين المخبرين وخالد بحكم أنه كان جندي في هذه القوات (عسكري شرطه) ممكن أن يخدم في قسم من الأقسام أو أن يكون زميله عسكري في قسم من الأقسام وهذا بالطبع يفسر كون الفيديو تم تصويره بشكل طبيعي وعادي .. شخص كان بينهم يعرفونه ويأمنون جانبه وتركوه ليصور تصرفات إعتيادية أو ربما لمن ينصت قليلاً فقد يسمع بعض ما يبدو أنه التجاوزات المعتادة في مقر العمل والتي لا يعرفها عموم الناس أو من لا يعمل في المجال الأمني... قد يكون من تصوير خالد نفسه أو صديق له ...الموجز أن من صور هذا الفيديو كان معروفاً للحاضرين ومأمون الجانب ولكنه "استندل معاهم"
المحصلة هي وجود علاقة ما غير معروفة بين خالد وعناصر أو أفراد من أمن القسم
أن خدمة خالد في الداخلية كانت خدمة رديئة وتم رفته بقرار من لجنة الرفت الانضباطي.. أي أنه مثل أمام لجنة ما ..أو تم التحقيق في أمره من لجنة ما .. قررت رفته ... موضوع أن خدمته كانت رديئة أو قضوة حسنة ليس موضوعاً تافهاً أو هامشياً ...90% من الذين يتم تجنيدهم يخرجون بقدوة حسنة ولا يخرجون بقرار رفد ... قرار الرفد ينتج عن تجاوز أو هروب وعودة للخدمة أو مخالفة صريحة للقانون
الحقيقة أن اعتداء أفراد من الأمن بوحشية على مواطنين تصرف يتكرر يومياً بأشكال مختلفة في مناطق مختلفة وبأسباب من تافهة إلى منطقية ... الاعتراض هنا ليس على مقتل خالد سعيد بقدر ما هو اعتراض عام على التجاوزات الأمنية مهما كانت تفاهة الأسباب أو منطقيتها ... دور جهاز الأمن هو تطبيق القانون مع حفظ آدمية المواطن .. هذا القانون الذي سيقتص بطريقة شرعية تضمن حقوق الجميع .. جهاز الشرطة لا يطبق العدالة .. هو يحميها ويتابع تطبيقها ..
بجد وبالبلدي ولكل إخوتي وأخواتي وأبنائي ومن يقرأ ...
لقد أصبحتم ولله الحمد قوة إعلامية ضاربة ... نعم .. مجتمع الانترنت في مصر أصبح قوة ضاربة ولها تأثير وفاعلية .. بالنسبة للكبار؛ هذه القوة يجوز استخدامها وتوجيهها واستغلال إنها شباب حامي .. أصبح من السهل توجيه هذه القوة بصورتين وجروبين وكليب فيه أغنية حزايني وكلمة كفاية وعلم الجزاير ...جميل أن نمتلك القوة ولكن ليس جميلاً أن يتم توجيهها طبقاً لأهداف خاصة ..
إن كان موضوع خالد سعيد أثاركم فالحقيقة كان يجب أن تتابعو أكثر وتجتمعوا أكثر على رفض امتهان حقوق المواطن ورفض التجاوزات والاعتداءات الأمنية ورفض التعذيب .. أرجوكم تحركو بمجهود واحد تجاه هدف يعلو على الأفراد ... لا نحتاج شهيد أو بطل أو صورة لشخص لكي نقول لا للضرب أو التعذيب أو الإهانة والجهات الأمنية لا تحتاج لإشاعات أو تلفيق لتغطي على تصرفات أفرادها حتى لو كانت تصرفات معيبة ... تحياتي وربنا يوفق الجميع