مبروك علينا الحرّية ...مرحباً بك زائراً ومتابعاً ... تواصلك يشرفني

الأربعاء، ديسمبر ٣٠، ٢٠٠٩

خلّي عندك صوت

تضامناً مع حملة الأستاذ المخرج عمرو سلامة ومجموعة من المدونين والمهتمين بالشأن المصري... تحياتي..
رابط لفيديو ألأستاذ عمرو سلامة: http://www.youtube.com/w..

الأربعاء، نوفمبر ٢٥، ٢٠٠٩

رساله من أخت جزائريه وصلتني من جروب على الفيس بوك - ها هي لمن لم تصله

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله


كلام من القلب لكل مصري:

لم أستطع النوم من اول يوم بدأت فيه المباريات بين الجزائر ومصر ..لم يغمض لي جفن وانا أرى الاعلام المصري والجزائري يشعلون نار الفتنة بين الشعبين ...كنت اعيش في حالة من الخوف والقلق من ما سيحصل بعد انتهاء مبارات مصر والجزائر سواءا الاولى التي اقيمت في حبيبتي الجزائر أو الثانيه التي اقيمت في قرة عيني مصر...وما كنت اخافه حصل فعلا...فقد فرقت بيننا حكومة جزائريه فاسده ومجموعه من الشباب الضائع الذين اطلقوا من السجون كالكلاب المسعوره , وفرق بيننا اعلام تافه ليس له غاية الا الكسب الوفير من خلال اكاذيبهم...
لم يكن المصري في يوم من الايام غير مرحب به في الجزائر سواءا كان فنانا او رياضيا او عالما او رجل دين اوشخص من عامة الشعب..والله نحس بالفخر عندما نعلم ان عالما مصريا او رجل دين عندنا في الجزائر...واحس بالغبطة عندما اسمع فنانا مصريا يقول لقد استقبلتنا الجزائر احسن استقبال ,لاني اعلم ان هذا اضاف حبا على حب في قلوبنا كجزائريين ومصريين ... لم يكن يوما في قلوب الجزائريين حقد تجاه اخواننا في مصر...كيف تتخيلون اننا نكرهكم ونحقد عليكم..لقد تربينا ونحن نشاهد الافلام والمسلسلات والبرامج المصريه الثقافيه والترفيهيه وحتى التافهه منها ,كنا نشاهد ونضحك ونرفه عن انفسنا ونتثقف معكم , ونتعلم اللهجه المصريه التي نعشقها ...والله نحبكم في الله ..لم اكتب هذا الكلام الا بعد ان تحريت وسالت كل من قابلته هنا عن انطباعه وبعد ان سالت كل عائلتي واقاربي ...وكان الكل يقول >>والله عيب مافعله الجزائريون في السودان<< لم يكن احد موافق على ماحصل ..واي عقل يقبل هذا!!!! هناك القليل من من قالو لماذا نسي المصريون انهم هم من بداو وضربو اللاعبين ولما نسي الاعلام المصري هذا, ولكن بالرغم من كل شيءا فان العقل يقول >>لئن بسطت الي يدك لتقتلني ما انا بباسط يدي اليك لاقتلك اني اخاف الله رب العالمين<< لم يعد هناك من يخاف الله رب العالمين...ولذلك حصل ماحصل ... لقد حضرت البارحة بعد الخطبه لدرس نسائي في المسجد كانت الداعيه فيه تبكي وتقول لم يجلب لنا ابناءنا النصر بل جلبو لنا الخزي والعار...وقالت المصري أخي وساتحول لكلب شرس عندما اسمع ولدا من اولادي يسب واحدا مصريا وسأكون اول من يؤدبه,فما بالك بمن يجرح ويريق دم اخي المصري...وكانت كل الحاضرات متفقات معها والدموع تملأ اعينهن...والله اني انقل لكم مادار امامي ولا ازيد حرفا والله على مااقول شهيد... ايضا قبل فتره فازت مصر على ايطاليا, ولو شاهدتم ما شاهدته انا, ستتأكدون من حب الجزائريين لكم...لقد خرج الشباب هنا في سياراتهم فرحين ومهللين ويحملون اعلام الجزائر ومصر جنبا الى جنب ويهتفون باسم مصر عاليا...من يكره ويحقد لا يفعل هذا ابدا!! انه الاعلام الذي شحن قلوب الشباب ..وكذب كذبة وجعلهم يصدقونها مصر حبيبتي احبها لاسباب كثيره ..وليس لي مصلحة في حبها ..مااعرفه هو اني عشت طفولتي وانا احلم ان اكون يوما من الايام عالمة آثار فقط كي آتي لمصر ...لا اجد في داخلي غير حبها...لا اتخيل في يوم من الايام ان اقابل واحد مصري ويحتقرني فقط لانني جزائريه ...نعم ولدت وتربيت وكبرت في ارض الجزائر واعشق ترابها...وافتخر اني جزائريه ,ويحز في داخلي مااسمعه من شتم وسب للجزائر والجزائريين احس انني أُصفع من كل جانب بكل حرف يقال..احس ان قلبي يُقتلع من مكانه مع كل نظرة حقد ..ومع كل كلمة كذب...لكن لو ان السب والشتم يفرغ مافي داخلكم من غضب فانا مستعد لسماعه الى ان يهدا غضبكم ... ولو ان خسارة الفريق الجزائري في اول مباراة قادمه سيرضيكم فانا اسال الله من الآن واقول من كل قلبي :>> يارب يخسروا<<
لن اكذب عليكم فقد شعرت بالفرح عند فوزنا لدقائق قليله ,وسمعت بعدها مباشرة بالخبر المؤسف ...فادركت عندها ان فجر هذه الامة بعيييييييييييييييييييييييييييد وان من فازوا لم يُدخلوا علينا السرور بل اضافو شرخا وجرحا جديدا في امة الاسلام..وما اكثر جروحنا التي تعفنت لأنها لاتجد من يداويها...
انا لست راضيه ابدا عن ماجرى في السودان وانا اول من يتبرآ من من فعلوا هذه الفعله وليس لي الشرف ان يقال عليهم جزائريون...وهذا راي الكثير منا...لكن ماذا عساي افعل؟؟ليس لي ذنب كما ليس لجزائريين كثر اي ذنب ...لماذا تحاسبوننا بما فعل السفهاء منا؟؟؟ لا اطيق فقدان حبكم لنا...اقسم اني احس كان شخصا عزيزا علي قتل امام عيني..ولن اراه ثانية...لقد نجحو في تفريقك عنا يامصر...سافتقد لكل نظرة حب ولكل كلمة من القلب ...سافتقد حبك يامصر...والله احتاج من يعزيني فيكي يامصر..والله ان دموعي تسبقني وحزني عميييق ..ان العين لتدمع وان القلب ليحزن وان لفراق الجزائر لك يامصر لمحزونون...

لا ادري هل استطيع الاعتذار؟؟؟ ام لم يعد هناك مجال حتى ان اعتذر؟؟؟ اعتذر باسمي واسم كل جزائري حر عاقل محب لمصر وهم والله كثر...فهلا تقبلون اعتذاري!!! لن اطلب هذا بحق العروبة والاسلام ,لاني فهمت ان هذا لم يعد يهمكم..لكني اطلبه بحق الله الذي خلقنا من نفس واحده ...من حقكم ان تغضبوا لكن لا تحكموا على الجزائر انها تكرهكم...فحبكم في قلوبنا رغم انف الكل..

ياليت مصر تقبل اعتذاري

انا آسفه فعلا

الاثنين، نوفمبر ٢٣، ٢٠٠٩

ما بعد الغضب

هذه التدوينة هي استكمال لفيديو خاص بي منشور على موقع يوتيوب منذ ثلاثة أيام... بالتحديد بعد أقل من 24 ساعة من مهزلة مباراة مصر والجزائر في السودان

أولاً وللتوضيح: لم يكن مقصوداً من الفيديو سب شعب الجزائر بأكمله أو تعميم الحكم عليهم والوصف الكتابي لهذا الفيديو "لمن يقرأ" كما يلي:

مجرد رد فعل بسيط للغاية على المهزلة التي حدثت بعد مباراة مصر والجزائر في السودان.... وهذا الرد موجه للجهلة والغوغاء من جماهير الجزائر في السودان ومن حطم وكسر أماكن الرزق والعمل في الجزائر وليس لكل الجزائريين وهو أيضاً موجه لكل المصريين عدا الجهلاء.. رجاء الإنصات بدقة... كل الكلام موجه للمجرمين باللغة التي تليق بهم... كلام المثقفين والعقلاء سيتم توجيهه لهم في مناسبة أخرى...لكل مقام مقال ولنا عودة

بخلاف أن كل الكلام كان دوماً يتبعه عبارة: من كان بالسودان أو جماهير الأمس = الغوغاء والجهلاء والمتعصبين
بل أيضاً تتضمن الكلام دعوة لنبذ العنف واستخدام أسلوب حضاري للشكوى وأخذ الحق ومقابلة الإخاء بمثله

بالطبع قام بعض الأفراد بنسخه ونشره بمسميات أخرى بل وفعلت ذلك مواقع إخبارية كجريدة البشاير دون الرجوع إلي ودون اهتمام بالتحكم في التعليقات وحذف ما لا يليق منها ودون نشر التوضيح الكتابي عن محتوى الفيديو... قمت طبعاً باتخاذ اللازم قدر الاستطاعة وتم حذف العديد من تلك النسخ من على الموقع الشهير.

إلى هنا ينتهي الحديث عن هذا الفيديو بالنسبة لي على الأقل وإن كان الباب مفتوحاً للرد على أي استفسار بشأنه.

ثانياً - للمصريين والجزائريين: من حق أي مواطن غيور على بلده أن يدافع عنها وعن كرامتها... من حقه أيضاً أن يعبر عن ذلك ولكن في حدود المعقول...

على سبيل المثال: قام مجموعة من الجهلاء المتعصبين بقذف حافلة منتخب الجزائر بالحجارة، وهو أمر يستوجب الاعتذار لا الإنكار وبالمقابل قام أمثال هؤلاء المشجعين من الجزائر بقذف حافلة المنتخب المصري بالسودان ... كان يمكن أن يقف الأمر هنا ... الخطأ بمثله وكفى... صح؟!

فيديو صفيق من شباب متحمس وفيديو آخر يرد عليه ... وكفى.. صح؟!

أمّا ما حدث في السودان فلم يكن أبداً ضمن إطار الرد بل تعداه إلى إطار التصعيد والحرب والانتقام والإهانة وما نقول عليه في مصر "اللي يرشني بالميه - الماء - أرشه بالدم" وهو منطق غير مقبول ولا معقول...

ولكن... من بدأ؟ وكيف؟ ولماذا تتطورت الأمور إلى هذا الحد؟

لن أقول أن الأمر بدأ منذ محاولة تسميم المنتخب في المباراة الأولى بالجزائر خاصة مع عدم وجود معلومات دقيقة عن هذا الأمر وعودة اللاعبين لمصر....وللحق، بدأ الأمر بحلقة للإعلامي عمرو أديب صرّح فيها برغبته في "التنكيد" على الجزائر وشعبها وتأكيده على كراهيتهم للمصريين...صراحة كلام ليس له طعم أو معنى أو فائدة غير إثارة المشاعر وإغضاب الناس وتسهيل الوقيعة بينهم خاصة وأن هناك قطاع عريض يشاهده ويشجعه على أسلوبه الذي لا يرضيني ولا يرضي كثيرين غيري. كانت نتيجة عباراته فيديوهات متبادلة منها ما هو محترم ومنها ما هو خارج وصفيق ومهين...أدى هذا لواقعة قذف حافلة المنتخب الجزائري بالحجارة وإنكار غبي من الجانب المصري لما حدث... حتى وإن كانت هناك مبالغة في الأضرار المعلنة من الجانب الجزائري، كان يجب الإقرار بالواقعة والاعتذار عنها، لا تأجيجها ووصم الناس بالكذب المطلق - أيضاً على لسان عمرو أديب وغيره الآن من المنضمين لقافلة العداء على القنوات الفضائية - هنا تجلت قدرات أمثال عمرو أديب على الجانب الجزائري، وانبرت جريدة مثل "الشروق" للتسخين والإهانة والسب ونشر الشائعات وخلط الحابل بالنابل... دخلت أشياء لا دخل لها بكرة القدم إلى الساحة... اتهامات بالعمالة والخيانة والعهر والفقر وغيره... بل أخبار عن وفيّات وقتلى ودم مهدر ...بل وساهم في إذكاء النار تصريحات من سفراء وحكوميين قليلاً ما تنفي وكثيراً ما تشعل نيران الفرقة والغضب!!!

وللأسف الشديد، حين تتسع دائرة الخلاف لتشمل التاريخ والجغرافيا والسياسة والاقتصاد، يصعب الإحاطة بهذه الدائرة وتصبح مثل حرائق الغابات... تحتاج لإمكانات هائلة وتضافر للجهود والموارد والنوايا وهو أمر صعب للغاية في الأمور المعنوية...

تداخلت الخلافات مع مصالح سياسية واقتصادية لا يدركها عموم الناس - أو أنهم لا يتصورون ما الذي يمكن أن يقوم به البعض لمصالحهم الشخصية أو السلطوية... والنتيجة هي دماء وهمجية وعصبية وجروح يصعب أن تندمل بكلمتين... لا سبيل لشفاء جرح إلا بتطهيره... من له حق عليه أن يطالب به دون غوغائية دون قتال ودون غباء...

ثالثاً وأخيراً في هذه التدوينة: لماذا تظهر الأحقاد والضغائن بسرعة وسهولة بمجرد أن يحرك سفيه المياه الراكدة؟

أغبياء الإعلام في كل مكان - أو فلنقل المنتفعين أو الجهلاء... التوضيح:

الجانب المصري: نحن من فعلنا ونحن من قلنا ونحن من علمنا ونحن من ساعدنا ونحن من قاتلنا ...إلخ - نتناسى أو ننسى أن المن يذهب صالح العمل ويصبح مع التكرار والوقت "معايرة" لا تجوز....

أغلب السودانيون في الأفلام المصرية يتحدثون بطريقة مضحكة ويمتهنون مهناً بسيطة ويتصرفون بسذاجة
أغلب أهل الخليج يجرون وراء الراقصات وبنات الليل ويجهلون أصول المعاملة
أغلب الشوام واللبنانيون تجار ممنوعات أو مدللين مرفهين
أغلب أهل الشمال الأفريقي لهم شعر مفلفل وطويل (كانيش) ومتحجرون ولا يفهمون

أمّا عن المصريين في المنتج الإعلامي العربي فهم:
إمّا نسوة ساقطات أو رجال منافقين أو نصابين أو جهلة أو لا يجدون قوت يومهم ولديهم استعداد للعق الأحذية بمقابل مالي أو متخلفين يتكلمون بطريقة اللمبي

هذا التنميط الغبي هو ما يؤجج الفتنة ويسهل الأمر على المنتفعين من وراءها...

عموماً أطلت عليكم ولكن في الحلق غصة وفي القلب وجع وكان الله في عون الجميع...

الخميس، نوفمبر ١٩، ٢٠٠٩

الحزن - عن مصر والجزائر

للحق أنا من أنصار الوحدة العربية ...و منتهى أملي أن تدرك الشعوب العربية أن هذه الوحدة لن تتحقق برغبات حكامهم بل ستتحقق برغباتهم أنفسهم ومجهوداتهم في سبيل ذلك.... بالطبع هذا اختصار مخل لما أرى ولكنه مقدمة للتنويه...

مناسبة هذه المقدمة هي مباراتا مصر والجزائر الأولى والثانية

بدأ الأمر من مصر: إعلامي يعرب عن رغبته في "التنكيد" على الجزائريين الذين يكرهوننا كما يزعم... وبالطبع الكلام استفزازي، وفي عصر النت والفضائيات يمكن للكثيرين الرد على هذا الكلام الفارغ بشكل موضوعي أو بشكل مسيء... وهذا ما حدث... كليبات للرد على عمرو أديب من شباب جزائري... ثم كليب غنائي مهين من شاب آخر يسب فيه المصريين ويعايرهم ويستذكر أمجاد الجزائر... ثم كليب آخر مصري يرد عليه ولكن بلغة أقل حده... ثم كليبات متنوعة من الطرفين للمنحرفين من الجنسين في البلدين... ثم تراشق إعلامي صحفي غاية في الصفاقة والاستهتار.... بعدها وصول منتخب الجزائر إلى مصر والتعدي عليه بأي شكل "لا يهم طريقة التعدي" المهم أنه حدث ولا يجوز إنكاره بل يجوز توضيحة والاعتذار عنه وهو ما لم يحدث.... ثم حرائق إعلامية إضافية وإشاعات من كل مكان إضافة إلى دعوات متأخرة للتهدئة والتعامل مع الموضوع بعقلانية....ثم مباراة ثانية في السودان ومقاطع فيديو مسيئة للمصريين والسودانيين والجزائريين.... ثم استقطاب لباقي الجماهير العربية واللعب على أوتار سياسية وأخلاقية وصيد في الماء العكر..... المجمل هو جهل تام ولعب بالنار وغباء منقطع وصمم عقلي لا نهاية له.....النتيجة ضحايا أبرياء من العاملين بالجزائر والجمهور المصري والجزائري ... وحلم متكسر بعيد المنال بوحدة الصف....

بحكم تعداد السكان وعراقة التاريخ والموقع الجغرافي المحوري والشكل الحضاري الحديث لمصر، أظنها يمكن مقارنتها (قياس مع الفارق) بأمريكا العرب.... الأمة كثيرة العدد المتغطرسة المتمدينة والتي تتمتع بقدر من الحرية أكبر بكثير من تلك الحريات المتواضعة في دول الجوار... الدولة التي سبقت باتفاقية سلام وأخذت أرضها كاملة وحاولت التفرغ لبناء نفسها...وتركت اليتامى يلهثون ... من سيقف في وجه العدو؟ من سيحرر فلسطين؟ ولا أعرف لماذا لم يقوموا هم أو حكامهم بالوقوف أمام العدو وتحرير فلسطين.... هل المفروض على مصر أن تساعد الدول العربية على استقلالها وتحرر أراضيها من الغاصبين "وتحميهم وتدلعهم وتحطهم في سرايرهم"؟ هل ينتظرون من مصر أن تمسح المخاط السائل تحت أنوفهم أيضاً؟.... وإذا لم تفعل فهي ليست أمهم وهي عميلة وخائنة وداعرة وكل أبنائها أبناء حرام.... هل المفروض أن يزورها الجميع ويبصقون على سكانها ويرتعون في أرضها ويفسقوا فيها ثم يعودون إلى بلادهم بخزيهم ليسبوها؟ هل وصل الجهل والفصام إلى هذه الدرجة؟...هل يعقل أن يسيل دم أبنائها على أرض السودان فقط لأنهم تحمسوا لفريقهم؟!!....

للأسف... ورغم الدعوة للتهدئة إلا أن الموقف أصبح يستوجب قراراً جماهيرياً لا سياسياً .... فلنهتم بأنفسنا ونرفع من قدر بلدنا ونتحد لأهدافنا الوطنية (سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية وعلمية) إذا قمنا بذلك علا شأننا بأكثر مما هو كائن وأصبح تعدادنا مزية مضافة بدلا من كونه عبء وطني... ربما ..حين يحدث ذلك، لن يتجرأ علينا جاهل ولن يكون فينا جاهل يجلب علينا همجية الرعاع ومسبة الجهلاء...ربما .... أكره أن أكفر بمشروع الوحدة العربية ولكن يا للأسف.... بالفعل الجميع ينقصهم الكثير من المعرفة والأخلاق والأدب والعلم.... ينقصهم الله في قلوبهم.... ينقصهم الكثير ليكونوا "بني آدمين" ناهيك عن متوحدين أو حتى موحدين وحسبي الله ونعم الوكيل

الخميس، أكتوبر ١٥، ٢٠٠٩

كوكتيل

تحية طيبة وعام دراسي/أكاديمي سعيد وكل أكتوبر وأنتم طيبين...

تأخرت كالعادة عن التدوين رغم كثرة ما يمكن الكتابة عنه إضافة إلى موضوعات مؤجلة أخرى كثيرة...

سريعاً لتدارك القليل: موضوع التعليم المفتوح وقبول الطلاب والطالبات بدون قيد أو شرط مقابل رسوم هزيلة للمادة وتعليم هزيل ومحاضرات هزيلة - إن وُجدت - أخشى أنه قرار ينافس التعليم الخاص بدون وجه حق، وهي منافسة مالية وليست نوعية، أو بعبارة أخرى هو تقديم خدمة ضعيفة + تعليم كسيح وليس ضعيف + شهادة حكومية بمقابل مالي أقل والتزام أضعف من المطلوب للدراسة في معاهد خاصة تقدم خدمة معقولة + تعليم متوسط + شهادة خاصة يعتمدها السيد الوزير..... إذا راجعتم المكونات السابقة بعناية ستدركون أن المنافسة غير عادلة والنتائج غير مرجوة

إمّا عن الحال التعليمي والأكاديمي في مصر فالحديث يحتاج إلى أكثر من تدوينة.

ولتغيير الموضوع الجاف - منتخبا مصر في كأس العالم للصغار والكبار -

كلمة لمنتخب الصغار (في السن ولا يوجد تسفيه هنا) : كنا نتوقع أفضل
كلمة لـ هاني رمزي (الصديق قبل المدرب): بيييس يا مان ... لسه هتقول معاك جامد (أيقونة مبتسمة)

كلمة لمنتخب الكبار: تبقى مباراة الجزائر ... إذا سمحتم، طريقة لعب المباراة الفائتة لا تنفع ولا تجوز.... يا كابتن حسن، يجب أن تكون هذه المعركة الكروية جوهرة التاج في تاريخك الرياضي...

كلمة "للقدير" السيد عمرو أديب - رغم عدم رغبتي في ذلك - كفاية كلام في الكورة لو سمحت - مش معقول كل شوية حد يرد عليك في فيديو على اليو تيوب علشان حضرتك مش عارف تتكلم - أو عارف تتكلم بس مكسل - إيه مناسبة التعميم السخيف إن الجزائريين ما بيحبوش المصريين وانهم مغرورين ومتعصبين؟ إيه ضرورة إنك تصرح برغبتك في التنكيد على الجزائريين؟ ليه تخاطب البسطاء والعموم بلُغة تشجع التعصب والفرقة في مناسبة رياضية مفروض أن تمتعنا؟...
ها قد رد عليك مواطن جزائري وتناول لغتك وطريقتك وقال أنه يعرف أنك لا تمثل المصريين وأنك تمثل نفسك فقط....لو أراد منتج ومذيع تقديم برنامج أسبوعي قائم على حلقات برنامجك اليومية، كنّا سنشاهد حلقة دسمة عن كيف تكون "قدير".....

الأهم: التعصب والعنصرية....

الأهلي - الزمالك - الهلال - النصر - الاتحاد - اليرموك - الوحدة - الترجي (فرق كرة قدم عربية)
الجيش والشرطة (مؤسسات حكومية عربية)
المسلمون والمسيحيون واليهود - غير الصهاينة - وغيرهم (مواطنون عرب حالياً حتى لو كانوا من أصول غير عربية - العبرة بما هم الآن)
العلمانيون والليبراليون والسلفيون واليساريون و اليمينيون وغيرهم (مفكرون عرب)
الأبيض والأسود والأسمر والقمحي والأصفر (ألوان وجوه عربية)

رغم وحدة اللسان يمكننا أن نقول - بضمير مستريح - أن العرب يمكن أن نضعهم في مختلف الخنادق السابقة وغيرها الكثير..... نحن مغرمون بالعناوين، بالتسمية والتصنيف والمصادرة،

ما زال كتاب الله يعلَّقُ بالرمح العربية

ما زال أبو سفيان بلحيته الصفراء ،

يؤلب باسم اللات

العصبيات القبلية

(من قصيدة وتريات ليلية للشاعر العراقي العربي - مظفر النواب)

التقدم الأممي يُقاس بتحول الشعوب نحو الإنسانية، نحو الاستفادة من التصنيف للارتقاء وتوحد الغايات وليس للإلغاء وتحقير الآخر..... بالمناسبة: فوز أوباما برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية - رغم ما بالأمر من تعقيدات وتوازنات - وتداعيات هذا الفوز وتوابعه مثل جائزة نوبل للسلام، ما هو إلا نتاج إيجابي للفرحة بقدرة المواطن الأمريكي - نسبياً - على تخطي أحد أهم مظاهر العنصرية في العالم.... هو احتفاء من المجتمع الدولي بدخول شعب جديد انتصر على نفسه ووجب تشجيعه في رئيسه.

هنا أتوقف عن الكتابة على أمل لقاء قريب ....

الثلاثاء، يوليو ٢١، ٢٠٠٩

دكّان شحاته - بلاش تشتري منه

كنت قد قررت أن تكون هذه التدوينة تعليقاً على تصفح النت من المحمول أثناء التجوال الدولي لمشتركي فودافون وعن التعليم المفتوح بجامعة عين شمس والقاهرة للوافدين من دول الجوار العربي وعن إعلانات إذاعة مائة فاصلة ستة إف إم الاستفزازية، ولكن، وبعد مشاهدة فيلم "دكّان شحاتة" رأيت تأجيل تعليقي على ما سبق والكتابة عن شحاتة ودكّانه.

قبل التعليق: ما يلي قد يفسد عليك متعة المشاهدة في حال كانت لديك نيّة لمشاهدة الفيلم، وعموماً سأحاول أن لا أحرق لك الأحداث ولكن لزم التنويه..

مدّة العرض: ساعتان و ربع - الأبطال أبجدياً: عبد العزيز مخيون - عمرو سعد - عمرو عبد الجليل - غادة عبد الرازق - محمود حميده - هيفاء وهبي ... إضافة إلى أربع شخصيات أخرى لا أعرفها ودورها يتراوح بين ثانوي وثانوي للغاية ...

بما أن التعليق شامل، فاسمحوا لي أن أبداء بـ "ع البَرَكة ونهاركو فٌل بعون الله واللي يحبنا ما يضربش نار".... وهي الطريقة الشعبية الدارجة للبدء بحيث تتسق والجو العام للفيلم وشخصياته.

أحداث الفيلم تبدأ بالسجن الذي يخرج منه شحاته "عمرو سعد" أمّا تتر المقدمة فهو عبارة عن مقتطفات من الجرائد تعود بالأخبار والزمن حتى تصل ليوم اغتيال الرئيس السادات - يوم ولادة شحاتة - والملحوظ هو أن 90% من المقتطفات الإخبارية ذات طابع كارثي أو سوداوي عدا خبر فوز منتخب مصر بكأس أفريقيا مثلاً؛ الباقي عن حوادث طرق وكوارث اجتماعية وأخبار سياسية يغلفها النقد والشك - ماشي الحال، لمّا نشوف - هكذا قلت لنفسي. هنا تبدأ الأحداث من نقطة زمنية تبعد عن الوقت الراهن بـثلاثين سنة إلا قليلاً وبالطبع ستسير بنا تلك الأحداث حتى نصل للحظة التي بدأ بها الفيلم وهي خروج شحاتة من السجن وقد كان.

الأحداث بشكل عام تدور حول شحاته وإخوته - ولدين وبنت يكبرونه وهم من أم غير أم شحاته - نفهم من الأحداث أنها هجرت الأب - محمود حميده - وأن الموضوع له علاقة بالخيانة والشرف ناهيك عن أن أم شحاته ماتت بعد ولادة شحاتة مباشرة- موضوع خيانة الأم الأولى هامشي لا فائدة منه إلا في عبارة لعبد العزيز مخيون - صاحب الفيلا الموسور الذي منح جزء من حديقتها وسورها الخارجي لحميده وأولاده يزرعون بعض الفواكه ويبيعونها عبر دكانهم المتواضع الذي أسماه الأب "دكّان شحاته"- إذاً نحن أمام أب بسيط يجري على أكل عيشه وعيش أولاده ولديه تفضيل لآخر العنقود شحاتة....

الصراع على الدكّان وعلاقة شحاته بإخوته يمثلان المحور الرئيسي للفيلم؛ أمّا المحور الثاني فهو الحب الذي يجمع بين شحاته وهيفاء وهبي - أخت عمرو عبد الجليل فتوة موقف الميكروباص والكارتة - وهيفاء مطمع واحد من أخوة شحاته- هذه هي القصة في أبسط صورها. أخ غير شقيق لولدين وبنت. الولدان يكرهانه ويكرهان إنحياز والدهما له ويرغبان في التخلص منه والتفرد بالدكان المتواضع والبنت تتعاطف معه وتحبه ولكن لا تستطيع ردع أخويها + شحاته يحب هيفاء المغلوبة على أمرها والتي لا تستطيع أن تعصى أخوها المفتري الذي يريد تأمين مستقبلهما معاً بما يمكن أن يتحصل عليه من شحاته أو أخيه....

القصة تقليدية ولا تدور في مناطق العشوائيات كما قد يظن البعض، هم فقط مجموعة تنتمي للطبقة الدنيا من المجتمع وتعيش في هامش أحد الأحياء الراقية - عائلة شحاتة في حديقة الفيللا وهيفاء وأخوها على سطح بناية ما. الفقر ليس محركاً أساسياً للأحداث بل الجشع وقلة الأخلاق - وهي رذائل ليست حكراً على البسطاء أو الجهلة وهناك أفلام تناولت نفس النقائص في طبقات المجتمع الوسطى والعليا.

كثير من الأحداث تم وصلها أو ربطها بحوادث اجتماعية شهيرة أو مناسبات انتخابية أو غيرها مما يملأ الجرائد ولكنه ربط غير موضوعي أو غير مناسب أو مقحم على الأحداث - تماحيك توحي بوجود قضية ما أو نقد موضوعي أو إظهار لسلبيات حكومية - أي أن الفيلم بدون هذه التماحيك ممكن أن يكون أفضل؛ فهي مفتعلة ولا تقول ما ينبغي أن تقوله.

الرسالة الواضحة - الطيب مالوش نصيب أو الطيب مالوش مكان أو الطيب في الزمان ده ما ينفعش - حاجة لطيفة خالص ردّها طيب يا سيدي متشكرين على التوضيح المبالغ فيه..

التصوير والإخراج يفتقد التميز إلا القليل النادر من الزوايا والكادرات، أمّا التمثيل فتعليقي عليه كما يلي:

عبد العزيز مخيون: دور لا يحتاج للكثير من المهارة أو الحنكة من ممثل نعرف أنه قدير - لا إضافة

عمرو سعد: ممثل التزم بما أراده المخرج دون إضافة أو نقصان، مدرسة الراحل يوسف شاهين ظاهرة هنا

عمرو عبد الجليل: متميز للغاية وممثل قدير ومحترم ولكن نرجو منه الخروج من تلك النوعية من الأدوار قبل أن يتم سجنه في هذا القالب

غادة عبد الرازق: قديرة دائماً - قامت بالمطلوب بمهارة واحتراف - ولكن لا مدح واجب فقد قامت بعملها وفق الأصول فقط

محمود حميدة: راجع السطر السابق عن غادة عبد الرازق مع مراعاة حذف التأنيث.

هيفاء وهبي: تمثيل أكثر تميزاً من الغناء ورغم التزامها بالتعليمات إلا أنها تفوقت في الدور وقامت به على أكمل وجه دون ابتذال أو تكلف

الخلاصة: الفيلم لا يستحق ضجة إعلامية ولا يضيف إلى رصيد المخرج بل أظنه يسحب منه... رسالة الفيلم ضحلة واتصاله بالواقع لا توثيقي ولا تسجيلي ... عموم التمثيل يستحق درجة جيد جداً عدا إخوة شحاتة - الذكور - تقديرهم "ضاض جيم" جداً

تحياتي وإلى لقاء قريب

الاثنين، يوليو ٠٦، ٢٠٠٩

عن التدوينة السابقة ... والتدوين... وأنا

هذه التدوينة هي ختام للتدوينة السابقة عن المنتخب المصري وعمرو أديب... لماذا؟ لانتهاء الأمر على المستوى الرسمي المعروف، أو هكذا يبدو الأمر.. ولأن الجرائد الجنوب أفريقية قد نشرت اعتذاراً محترماً ومفصلاً وليس اعتذاراً واهياً..

بالطبع فوجئت برد الفعل من السادة والسيدات المتابعين للشبكة والتدوين وموقع يوتيوب وفيس بوك.. كانت التدوينة السابقة هي الأولى التي استخدم فيها الصوت والصورة، والحق أني أعتبرها محاولة ناجحة نسبياً لاستثمار الإمكانات التي أصبحت متاحة للجميع تقريباً... المهم؛ وحتى لا أطيل عليكم.... التدوينة السابقة كانت مجرد ردة فعل على ما اعتبرته - مثل الكثيرين غيري - تجاوزاً أخلاقياً وعيباً مهنياً وإعلامياً لا يصح السكوت عنه. وللحق، فإن ما قام به السيد عمرو أديب لم يكن به ذرة إحتراف ولكنه أيضاً لا يعد واقعة فريدة وحيدة؛ تلك التجاوزات منتشرة في كافة وسائل الإعلام بدرجات متفاوتة إلا قلة مازالت تراعي آداب المهنة وأصول نقل الخبر وصياغته.

فيما يخص السيد عمرو أديب؛ فالحقيقة أني لا أعرفه معرفة شخصية ولا يوجد بيني وبينه عداء شخصي مثلاً، كل ما في الأمر أني لا أحب لغته وأسلوبه في العرض والحوار بشكل عام. أذكر أني شاهدت له أجزاء متناثرة من بعض الحلقات وفي كل مشاهدة كنت أستاء كثيراً من مفرداته واستفساراته وتلميحاته التي أظن أنها غير لائقة - على أقل تقدير - وأكتفي بتجاهل البرنامج أو تغيير القناة أو إغلاق التليفزيون. أمّا بعد حلقته عن منتخب مصر بعد مباراة أمريكا فقد أردت التصرف بإيجابية هذه المرّة. والتصرف بإيجابية يقتضي البحث والتقصي - المذاكرة يعني - وهو ما ينقل موضوع هذه التدوينة للنقطة الثانية؛ وهي وجوب تعليم الإعلاميين أمام الكاميرا وفي الكواليس -الذين يتقاعسون أو يجهلون - كيفية مراعاة المهنية واستخدام المتاح من مصادر المعلومات ومصادر التحقق من المعلومات....

على شبكة الانترنت يمكن لأي شخص أن يبحث ويتحقق... نعم .. رغم وفرة الغث من المعلومات إلا أن هناك الكثير من الطرق لفلترة أو تصنيف هذه المعلومات... حين تنشر جريدة ما أو موقع ما خبراً ما، يمكن دوماً الرجوع إليها وإلى مصدرها وإلى مصدر أخبارها... يمكن دوماً التحقق من مصداقيتها... يمكن دوماً مراجعة ترجمتها ... هذه الـ - ممكنات - ليست صعبة ولا تأخذ أطناناً من الوقت كما هو شائع؛ هي فقط تحتاج إلى لغة سليمة وقدرة على التعامل مع الشبكة يمكن اكتسابها من كثرة التعامل مع محركات البحث وقراءة الكثير من المقالات والدروس في المنتديات بكل لغات العالم.. ليس أمراً صعباً إلا على من يحب - الاستسهال والسرعة والسبق - على حساب الموضوعية والأمانة الإعلامية... الزائرون الكرام.. أدعوكم للتدوين - بالكتابة والصوت والصورة - الآن، الإعلام ليس حكراً على أحد....

إن كنت ترى في نفسك القدرة فافعل.... لا تطلب من الناس أن ينظروا إليك... إفعل ما يجب أن تفعله أولاً وسينظرون إليك دون أن تطلب ذلك....

عفواً أطلت عليكم كالعادة... نصل إلى النقطة الثالثة وللأسف هي (أنا)... لذا يمكنك أن تتصفح أشياء أخرى إذا كان هذا الجزء لا يعنيك أو لا يمثل لك أهمية تستحق الاستمرار في القراءة.... أمّا إذا كان لديك بعض الوقت فمرحباً بك مرة أخرى للتعارف...

بعد التدوينة السابقة وصلتني تعليقات كثيرة؛ منها ما هو إيجابي ومشجع... 85% تقريباً ومنها ما هو غير ذلك... وقد سمحت بنشر هذه التعليقات في حال لم يكن فيها لفظ جارح أو قلة أدب وحجبت ما دون ذلك... و - ما دون ذلك - هو ما دفعني لكتابة هذه النقطة...

وصلتني تعليقات من محبي عمرو أديب بها الكثير من التجاوزات اللفظية وهو ما أستطيع فهمه واستيعابه...فمع اعتراضي على لغته وأسلوبه، لا أتوقع من مريديه لغة أفضل... كما وصلتني تعليقات من نوع "طيب إحنا نعرف عمرو أديب، إنته بأه تطلع مين؟!! وبتتكلم كده كأنك تعرف أكتر وفاهم بمناسبة إيه؟!!!"

فضلت الرد على هذه الاستفسارات كتابة وليس في تدوينة فيديو أخرى وذلك لعشقي للقراءة والكتابة واهتمامي وتشجيعي لمحبي القراءة والكتابة وهاكم الرد

أولاً: كون فلان يعرف مذيع أو ممثل ولا يعرف كاتب أو أستاذ في الفيزياء النووية أو باحث في أي من العلوم العملية أو النظرية فهذا أمر شائع لا يزيد من قدر الإعلامي ولا ينتقص من قدر الباحث...هو عيب ثقافي لا فكاك منه في العالم العربي وفي غيره.... الباحث أو العالم أو الكاتب يعرفه من يقدرونه ومن يقدرون علمه وليس من يرونه على أفيشات في الشارع... عادة ما يعرفه طلابه والزملاء ولا يعرفه من يبحثون عن المشاهير في التليفزيون وعلى شاشات السينما.... حتى هؤلاء - القلة من الباحثين والعلماء - الذين يظهرون في وسائل الإعلام، خلفهم عشرات ساعدوهم من أجل أهداف أسمى من الشهرة والظهور..

أنا لمن يرغب في معرفتي بأكثر مما كتبت في ملفي الشخصي

أستاذ مساعد في الأدب واللغة الإنجليزية وحاصل على الدكتوراة في الأدب المقارن... ولي الشرف أن أكون أول من ناقشه الراحل د. سمير سرحان في لجنة رباعية بجامعة عين شمس. لي عدد من التسجيلات التليفزيونية في قنوات متخصصة مثل المنار، وعدد آخر من التسجيلات الإذاعية مع القدير أ. جمال حمّاد في إذاعة صوت العرب، أعددت مناهج وكتب تدريس اللغة الإنجليزية لعدد من التخصصات في المعاهد العليا بمصر - سياحة، فنادق، إرشاد سياحي، بصريات، حاسب آلي - وعضو لجنة تقييم وإعداد ومراجعة المناهج بجامعة الملك عبد العزيز بالسعودية، وعضو لجنة مراجعة الترجمة النهائية لأعمال الموسوعة الأفريقية باليونسكو، وقمت بترجمة أكثر من ستة مراجع تعليمية في الحاسب الآلي وبرامج التشغيل وكتابة سبعة أبحاث منشورة في دوريات علمية محكمة، ومجموعة من القصص القصيرة المنشورة في عدد من المواقع على الشبكة، الإشراف على منتدى أدبي شهير على الشبكة، والتقديم لأول مجموعة قصصية للكاتب السعودي إحسان جمبي والكاتب الأردني حسين أبو نبعة، وعضو مجلس إدارة جمعية الموسوعة المصرية. بخلاف تمثيل مجموعة من الأكاديميين المصريين في زيارة لجزر القمر ومقابلة رئيس مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية وإبرام اتفاق للتعليم العالي الخاص هناك..وبالطبع التدريس في: المعهد العالي لإدارة الأعمال - المعهد العالي للتكنولوجيا بالعاشر من رمضان - كلية التربية جامعة الزقازيق (فرع بنها) - كلية الآداب جامعة الزقازيق (فرع بنها)- المعهد العالي للغات - المعهد المصري العالي للسياحة والفنادق - كلية المعلمين بجدة - كلية التربية جامعة الملك عبد العزيز - مركز خدمة المجتمع بكلية المعلمين - جامعة القدس المفتوحة. أظن هذا يكفي لمن أراد المزيد من المعلومات عن "أنا أطلع مين"....وبالمناسبة، البحث على الشبكة سيعطي نتائج مشابهة لما كتبت!

هنا نصل لنهاية هذه التدوينة. التدوينة القادمة بها أشياء أخرى غيري... تابعونا في ملاحظات مضحكة أو محزنة...سأترك لكم تقدير ذلك و..... أشكركم... تحياتي

الاثنين، يونيو ٢٢، ٢٠٠٩

عمرو أديب ومنتخب مصر - رد على تجاوزات الإعلامي القدير

بعد مشاهدة عمرو أديب وطعناته في شرف لاعبي المنتخب المصري كان لزاماً أن يرد أحد بالفيديو...أي طفل صغير شاطر في الإنجليزي ويستطيع البحث على الشبكة كان يمكنه أن يعرف الحقيقة ...أما الإعلامي القدير عمرو أديب فكان أسهل له أن يقتبس كلام فاضي ويكذب على الهواء مباشرة...حسبي الله ونعم الوكيل


الأحد، مايو ٢٤، ٢٠٠٩

أنا ... والجوازات .... والمملكة العربية السعودية

عشت بالمملكة العربية السعودية 12 عاماً مقسمة على ثلاث مراحل... ثلاث من سنواتي الابتدائية وثلاث بالمرحلة الثانوية، ثم عدت إلى مصر ومكثت بها إلى أن حصلت على درجة الدكتوراه وأعمل بالمملكة منذ ست سنوات.. في هذه الفترات مجتمعة لمست التطور في الدولة والمواطن وبدا لي أن الكثير من الممارسات التي أعتدت السماع عنها صغيراً - من اضطهاد للمقيمين أو العاملين من غير السعوديين أو سوء معاملة المصريين - الكثير من هذه الممارسات، التي لم تصبني ولم أشعر بها بشكل شخصي، قد اختلف وتغير...

لم أعد أسمع عن هذه الأشياء إلا فيما ندر وفي قضايا تثير الرأي العام وبها الكثير من الملابسات الغامضة - تماماً مثل أخبار الحوادث في مصر أو أي دولة عربية أخرى - لذا أدركت أن هذه الظاهرة في زوال وأنها ليست إلا خبراً من أخبار الحوادث وليست موجهة ضد جنسية ما مثلاً ... كما أن كافة المعاملات الحكومية تتم بسهولة ويسر واحترام رغم الزحام المعتاد في أماكن الخدمات الحكومية ولكن تجري الأمور بنظام ودون تفرقة بين مقيم ومواطن. قد أسمع عن فرقة شبابية سعودية تسب المصريين ويرد عليها مغني مصري مثلاً ولكن هذه صغائر تصدر عن أصاغر ولا تعبر عن واقع أراه بشكل عام - أعلم أن هناك قِلة تصدر منها تصرفات مسيئة ولكنها تظل قِلة وتصرفاتها قد تتأثر بظروف أخرى مثل طبيعة الآخر ودرجة ثقافته وقدرته على صياغة عباراته بما يناسب الموقف وعوامل أخرى... إذاً، لا قلق.. هذه أمور تحدث ولكنها ليست ظاهرة مقلقة ولا دخل لي بها....علاقاتي مع زملائي وطلابي من السعوديين، علاقات مودة واحترام وتقدير متبادل، نتحاور وننقد ونتلاقى ونتفق، الكل (بلا استثناء ومن القلب) يوّد أن تتاح له الفرصة للمجاملة والخدمة. ونظراً لأني أقوم بتدريس طلاب نظاميين وآخرين خريجين ومنتسبين فبين طلابي المحاسب والمذيع والضابط والصحفي. أقابلهم صدفة في مختلف الأماكن.. المتاجر، المطار، في إشارة المرور ويسرني ما أراه في أعينهم من موّدة صادقة... أعرف دوماً أني في بلدي الثاني دون رياء (فكّرت جدياً في التقدم لطلب الجنسية ولكن لم أفعل ولا أدري لماذا) .. القصد أن شعوري بالاطمئنان كان شعوراً طبيعياً... أنا بين أصدقاء وأحباء سأجدهم في أي وقت... حقيقة بها بعض الشوائب للأسف...

إضافة لما سبق هناك نقطة هامة... وظيفتي كأستاذ جامعي في كلية نظرية وظيفة هادئة آمنة خاصة مع شخص يشهد الناس بأنه خلوق باسم. في مصر، حين تستوقفني لجنة مرورية لمراجعة التراخيص، وحين ينظر الضابط إلى خانة المهنة يبتسم ويسألني عن الجهة الأكاديمية التي أعمل بها ويعتذر عن إيقافي أو يمزح بخصوص احتياجه لدروس في اللغة - نعم هذا يحدث في القاهرة معي دوماً - مع نفس الضباط الذين يشكو منهم الناس وتملأ أخبارهم الجرائد والمدونات - ولكن والله هذا حقيقة ما يحدث معي والحمد لله.... لا يوجد لي محضر مسجل أو وثيقة عداء من أي نوع مع أحد في عموم الدنيا أو في مجال العمل... هنا في المملكة وأثناء امتلاكي سيارة خاصة، لم تسجل علي مخالفة مرورية واحدة ناهيك عن أي مخالفة أخرى -لا- بل توجد واحدة - اخطأت في رصد درجة أحد الطلّاب وجاءتني ملاحظة تنبيهية بخصوص مراعاة الدقة - فقط....

بشكل عام يمكنكم اعتباري مسالم وإذا جاز القول "ديبلوماسي" ويمكنني احتواء مواقف عدة بهدوء وحيادية...

1 - تم اخطار جميع المقيمين كل في جهة عمله بوجوب تسجيل البصمات الكترونياً في إدارة الجوازات... إجراء لازم إذا كنت ترغب في تنفيذ أي معاملة حكومية بعد تاريخ 1-6-2009

2 - قامت وزارة الداخلية بتخصيص عدد من المنافذ التي تستقبل المقيمين لأخذ بصماتهم وصورة لهم في كافة أرجاء المملكة. واختصت مدينة جدة بأربع أو خمس مراكز في عدة مناطق من المدينة. هذه المراكز تفتح أبوابها للجمهور من الساعة الثامنة إلى ما بعد صلاة الظهر أو قبل صلاة العصر في حال وجود ضغط أو مؤسسات تقوم بإحضار منسوبيها في إجراء جماعي.

3 - على كل مقيم التوجه لأحد هذه المراكز ومعه إقامته (وثيقة مثل البطاقة الشخصية بها بيانات المقيم ومحل عمله وتاريخ التجديد) ومعه جواز السفر (بهذه المناسبة يجب التنويه أن وجود جواز السفر مع المقيم في حال احتاجه موضوع عادي، جواز السفر ليس محبوساً أو مرهوناً ولكن هناك من يسيء استغلال هذه الجوازات - نظام الكفيل الشهير - والاساءة في حق مختلف أنواع الوافدين وليست موجهة للمصريين فقط مثلاً . المهم أن امطلوب اقامتك وجواز سفرك.

4 - ذهبت وحدي في الصباح الباكر لأحد تلك المراكز فوجدت ما يقرب من 500 فرد الساعة السابعة صباحاً ... صراحة هذا أطول مما أحتمل... فكلمت صديق لي وعرفت منه أن زملاء ذهبوا إلى مركز آخر فتوجهت إلى هناك لاستطلع الأمر...

5 - حين وصلت كان الزملاء قد أتموا الموضوع ففهمت منهم أن العدد الآن يقترب من 300 وأنهم تمالكو أنفسهم وتحكموا في أعصابهم بشدة، حيث يوجد أحد الضباط الذي يعامل الناس بمنتهى السوء ويخاطبهم بطريقة دونية مهينة وأنه أخرج زميل وشاب معه والده الكهل وطلب منهم العودة إلى ذيل الصف لمجرد أن أحدهم سأله عن شيء ما بخصوص البصمات وما شابه... كنت أعلم في عقلي أن هناك ضغط ونوعيات مختلفة من المقيمين الذين لا يجيد الكثير منهم العربية وأفهم فكرة محاولة التحكم في أعداد كبيرة تتوجه للقيام بنفس الشيء... لذا قلت ربما أن الضابط فقد أعصابه نتيجة لسؤال ساذج في الزحام وربما حدث سوء تفاهم ما بالنظرات أو الهمهمات... صراحة صدقت الرواية ولكن وضعت فرضية لتفهم الوضع دون أن أكون سيء النية خاصة وأن خبراتي في السفر وتجديد جواز السفر وتعديل بياناته وما إلى ذلك سمحت لي بملاحظة أن الضباط في هذه الجهات يتم انتقائهم بدقة نظراً لحساسية الموضوع وطبيعة تعامله مع الجمهور - ضباط الجوازات يفترض فيهم تمثيل الدولة أمام الغير وإظهار صورتها الحضارية للزائرين والمقيمين... لذا قررت تأجيل الموضوع والعودة إلى نفس المركز في وقت أبكر.. هذا المركز أفضل من سابقة من حيث الكثافة العددية... وقناعاتي بالآمان والبلد الثاني والتغير في المجتمع وبطبيعتي المسالمة ومكانتي الأكاديمية ألغت تماماً أي احتمال لتعرضي لموقف سخيف مشابه لما سمعته.

6 - تم ابلاغنا عن موعد ستقوم الكلية فيه بتجميع منسوبيها والذهاب لمركز ثالث بعد الثانية ظهراً - صراحة الدنيا صيف والحر خانق والموعد يخترق اليوم - قررت في نفس اليوم أن أذهب في الصباح الباكر للمركز الذي ذهب إلية زملائي منذ بعض يوم

7 - ما بين الساعة 7 صباحاً و12 ظهراً رأيت 8 زملاء وتكلمت هاتفياً مع 5 آخرين + تكلمت مع 3 معارف أحفظ أرقامهم لمعرفتي أنهم حاضرين وأن الود حاضر بيننا سواء كان اتصالنا منقطعاً أو دائماً. المجموع 16 فرداً في اتصال مباشر بخلاف ثلاثة غرباء.

8 - زميل ذهبت معه للقيام بتسجيل بصماتنا ووقفنا معاً في صف يزيد عن 100 فرد من الساعة السابعة صباحاً....بعد نصف ساعة تقريباً رأينا بشائر الزي الميري انتظمنا في صفين منتظمين طبقاً لتوجيهات أحد الضباط... أثناء وقوفنا ومن مسافة بعيدة نسبياً رأيت شخصاً أمام الضابط - أظنه يحدثه وقام الضابط برمي إقامة الرجل أو جواز سفره (أيضاً لم استطع تممييز الوثيقة من على بعد) - في عرض الطريق ... نظر إليه المواطن في صمت وذهب ليلتقط وثيقته ثم توقفت عن متابعته والتفت إلى زميلي أتحدث معه وفي رأسي أن الأمر لا يعنيني ولا أدري حقيقة طبيعة ما كان يدور من حوار بين الضابط والمواطن.

9 - في تمام الساعة 8:20 دقيقة وصلت وزميلي إلى داخل المبنى الذي يتم فيه الموضوع - نعم كنا نقف في صف في الشارع على الرصيف الخاص بالمركز ويتحرك الصف تجاه باب المبنى...دخلنا إلى قاعة بها مقاعد عليها من سبقونا بالدخول وآخرين واقفين في الفراغات التي اتسعت لهم فوقفنا معهم.... بعد قليل قام بعض الجلوس فجلس بعضنا ومنهم زميلي ووقفت إلى جواره في الانتظار... دقائق وقام زميلي وبعض الجالسين لدورهم فتحركت تاركاً ثلاث مقاعد خالية لمن ورائي وجلست على الرابع.

10 - الساعة 8:30 ....
الضابط : أنا عطيتك أمر إنك تجلس؟
أنا في توجس وقد وقفت أشرت برأسي أن لا دون كلام
الضابط: أخرج بره... إطلع آخر الصف يللا... بره..
لم اتكلم - آثرت السلامة وقلت في عقلي "حسناً ها قد تعرضت لموقف سخيف مباشر دون داع.. فالأخرج وأنتظر زميلي وبعدها نترك المكان وأنا سأذهب مع الكلية في منتصف النهار وأمري إلى الله ... لا داعي للوقوف في آخر الصف الذي طال للغاية ولا داعي للاحتكاك بهذا الضابط" ... هذا طبق الأصل ما فكرت فيه وأنا أخرج من المبنى الذي انتظرت لدخوله ساعة وثلث.. ولماذا؟ لالتزم بالقانون ولا أتعرض لتعطيل معاملاتي الحكومية... حسناً لا بأس زميلي سيخرج بعد ربع ساعة على الأكثر فالإجراء نفسه سريع...خرجت من المبنى ونظرت إلى الصف الطويل من المنتظرين وتركت الرصيف وعبرت السلك الشائك الذي يحيط بالمبنى بعد الرصيف وعبرت الشارع إلى الجهة المقابلة - ببساطة ابتعدت عن الصف والمكان مهنئاً نفسي بقرار الذهاب مع منسوبي الكلية بعض بضع ساعات لإنهاء الأمر. من مكاني على الرصيف المقابل أخرجت علبة سجائري وأشعلت واحدة ووقفت...هذه الأحداث لم تستغرق دقيقتين بعدها لمحت الضابط يخرج من المبنى ويلقي نظرة على الصف الممتد ثم يدير بصره بنظرة عابرة على المكان ويلمحني على الرصيف المقابل فيصيح قادماً في اتجاهي "وكمان تدخن!!!!" ويصل إلي ويمسك ملابسي من الكتف ويسحبني ليعبر بي الشارع تجاه المبنى.... توقفت وخاطبته بمنتهى الهدوء والأدب قائلاً: "لو سمحت ما تمسكنيش بالطريقة دي، أنا دكتور جامعه ومعملتش حاجه غلط علشان المعاملة ديه... الرد بصياح وصوت عال (أثناء دفعي أمامه تجاه المبنى هذه المرة): والله أسحب إقامتك وجوازك وامزعهم الحين = يقطعهم الآن.... (الآن أصبحنا داخل المبنى المكتظ وأكمل سيادته) ....دكتوور..ها... والله أصفخك على وجهك جدّام العالم (طبعاً هذا تهديد إنه يلطشلي يعني) كان يقول هذه العبارة ويتبعها ب "انا بـ وريك" وهو يدفعني إلى غرفة صغيرة مكيفة بها شخص لا أعرفه ومكتب ومقعد ومساحتها 6بلاطات في 9 بلاطات ثم يغلق الباب خلفي.

شعرت بتوتر عال وإهانة بالغة وإحساس بالغدر الذي لم أتوقعه تماماً - قد أبدو غبياً بعد مراجعة ما سبق من معطيات - ولكن بالفعل لم أتوقع هذا الغدر المجتمعي أو الغدر الحكومي متمثلاً في أحد الضباط.. كنت أحبس دموعي بالفعل فنظر لي الجالس في الغرفة وقال لي (معلش) مواسياً ففهمت أنه ضحية أولى بشكل ما وأنه مصري مثلي... كان رجلاً محترماً أتى مع زوجته وأولاده وتركهم بالسيارة ولكن حين سأل الضابط عن شأن عادي انفعل عليه ووضعه في هذه الغرفة... تمالكت نفسي ورأيت زميل الغرفة يستخدم هاتفه المحمول.... نعم - معي واحد - كنت قد نسيت تماماً أن معي جوالاً - من أطلب؟ سألت نفسي ثم طلبت صديقاً للعائلة - مواطن سعودي كبير السن والمقام أجله ويقدرني... كانت الساعة 8:40 تقريباً ورد على الرجل من النوم فأخجلني أن أطيل علية فأوجزت له الموضوع فحوقل وسألني عن مكان المركز ووعدني خيراً... بعدها كلمت صديقاً وزميلاً سعودياً أيضاً أخبرته بالموضوع وطلبت منه أن يتصرف ... قصدت أن يخطر الكلية أو يتصل بأحد من معارفه أو أي شيء ليخرجني من هذا المكان... انتهيت المكالمة وتذكرت زميلي الذي سبقني بالدخول فأرسلت له رسالة نصية أخبره بما حدث في إيجاز وبعدها بقليل اتصل بي وأخبرني أنه أنهى معاملته وينتظر استلام إقامته وأن مصري ولبناني أخبروه بما حدث معي وتركوا له أرقام هواتفهم في حال تطور الأمر واحتجت شهوداً...وقال أنه يقوم باتصالاته أيضاً ... الحقيقة العاملين بالحقل الأكاديمي لهم العديد من المعارف والأصدقاء المحترمين لذا كنت أعول كثيراً على هذه الاتصالات... اتصلت أيضاً بزميل وصديق مصري قام بمتابعة الأمر من الكلية التي حاول زملاء بها الاتصال بضباط كبار ولكن نظراً لأن الوقت مبكر فصعب العثور عليهم أو إيقاظهم... جائني اتصال من أحد الطلاب بالكلية يخبرني أنه سمع أن لدي مشكلة ما ويريد أن يعرف ما حدث ليكلم أخاه الضابط فأخبرته وتطوع أخوه مشكوراً بمهاتفتي ووعدني خيراً ثم أعاد الاتصال قائلاً أن هناك من سيخرجني بعد وقت قصير.. مرة أخرى اتصلت بأحد طلابي القدامى .. ضابط أيضاً.. وسألني عن التفاصيل فأخبرته وقلت له أني لم أقل أو أفعل شيء فبادرني بصدق "إحنا نعرفك...ما يحتاج يا دكتور" ووعدني خيراً أيضاً بعد أن أعطيته اسم الضابط ورتبته ومركزه - اسم الضابط عرفته من اللوحة على الزي ورتبته ومركزه على أوراق مهملة في الغرفة وظاهرة للعيان...في هذه الأثناء كان زميلي في الغرفة يجري مكالمات أيضاً منها ما فهمت منه أن مندوباً من القنصلية المصرية قادم إليه...كما تم ادخال فردان جدد وأصبحنا أربعه.....

بعدها بقليل دخل شخص معه ورقة بيضاء وقلم موجهاً كلامه إلى لا أحد قائلاً " صاحب المشكلة يكتب اعتذار عن ما بدر منه" سألته : مين؟ واعتذار عن إيه؟ فقال "هيكلمكم حد يشرح لكم من أصحابكم" وخرج... بالطبع كلنا الآن لنا أصحاب بالخارج فانتظرنا ولم يطلبنا أحد .... بالمناسبة .. الساعة الآن 10:30...كلمني أول زميل قصدته بالاتصال وأخبرني عن وجوده بالمكان وبأنه تكلم مع الضابط الذي قال له أني خرجت من الصف وتهجمت عليه .. لم يصدقه وذهب ليتحدث مع باقي زملاء الضابط وأقنعهم بضرورة إخراجي وعدم لياقة التعامل مع استاذ جامعي بهذه الطريقة.... بعدها بقليل انفتح الباب وخرج أول ضيف على الغرفة ... ثم خمس دقائق وجاء من يأخذني وخلفه زميلي وصديقي السعودي ثم توجهنا إلى مكتب الضابط... هناك رأيت زميلين وسلمت عليهم ... كانوا بالمكان لتفس الغرض مصادفة... كما رأيت الضابط الذي لم يكلمني وتوجه إلى الزميل السعودي قائلاً "خلاص؟" فأشار له زميلي أن نعم... خرج الضابط من الغرفة وأنا لا أعلم ماهو الــ"خلاص" هذا فنظرت إلى زميلي وسألته هل نحن في انتظار شيء فسألني بدوره إن كانت وثائقي وأوراقي معي فأجبته أن نعم فقال لي إذاً هيا بنا وخرجنا من المكان حيث وجدت زميلي الذي ينتظر إقامته مازال منتظراً فشكرته على اتصالاته وتحركت عائداً إلى الكلية.... في الطريق هاتفني الزملاء بالمركز الذين صافحتهم منذ قليل وأخبروني أن الضابط استدعاهم بحجة ضيط بصماتهم ثم سألهم عن زميلهم الذي سلموا عليه منذ قليل (أنا) وبطبيعية أخبروه أني أحد الدكاتره المحترمين فرد عليهم أنه سينشر تعميم يقول فيه أني تهجمت على الوحدة وهربت عقاباً لي على خروجي دون استئذان (ملاحظة: من مكتبه المفتوح والذي يدخله ويخرج منه فرد كل ثانيتين في غير وجوده أصلاً وبعد أن تم احنجازي أكثر من ساعتين وإخراجي بالوساطة والمكالمات وما إلى ذلك وبعد أن تمت إهانتي بدون حق والتعدي علي وتهديدي بالضرب المهين) ... سيادة الضابط يريد أن يكملها بتلفيق تهمة والتشهير بي.... ما علينا.. انتهت المكالمات المتوترة لإخراجي وبدأت تلك التي تواسيني وتحمد الله أن الموضوع توقف عند هذه المرحلة.... ويبدو أن الهم ارتسم على وجهي واتخذ لنفسه ملمحاً في صوتي فقد طالبني الجميع بأن لا أرهق نفسي حزناً أو فكراً....

إذاً لقد خرجت من المكان وها أنا أتوجه إلى الكلية لانتظار موعدهم في الذهاب إلى مركز آخر للبصمة... قابلت زملاء يعرفون ما حدث وآخرون يستفسرون وهكذا ...ثم جاء الموعد وذهبت مع الجميع إلى المركز الذي يستقبل أكبر عدد من المواطنين يومياً ... رأيت ضباطاً وعساكر لا يتجاوز أحدهم بلفظ أو إهانة أو أسلوب جارح أو غير لائق... هذه المعاملة للجميع (كافة المواطنين) أمّا معاملة منسوبي الجامعة فقد صحبها ابتسامة وبعض المزاح أيضاً...ولكن لا أخفي عليكم أن الضرر قد وقع بالفعل... لقد اهتزت قناعاتي يتغير المجتمع ومفاهيمه وأساليبه وتزعزعت ثقتي في مصداقية الشفافية والمعاملة الحسنة والاحترام بل وتراجع احساسي بالآمان في المملكة إلى أدنى مستوياته ...

هذه التدوينة الطويلة ليست للشكوى بل لرصد وتوثيق الحدث وإتاحة فرصة للتفاعل مع الزوار الكرام وسماع رأيهم في الأمر...ولكن قبل ذلك إليكم عينة من الآراء التي حصلت عليها واعذروني فلن أذكر الرتب الأكاديمية أو الوظائف أو الجنسيات غير السعودية

شاب سعودي: لا تزعل يا دكتور وتقدم بشكوى في حقه وستجد من يسمع ويتخذ إجراء مناسب

رجل أعمال سعودي: يا بني العسكر عسكر... سوف تتقدم بشكوى ويقولون أنك أو أن مجموعة مصريين فقط يرغبون في إثارة المشاكل... احتسب ولا تحمل الهم...

زميل عربي: والله حقك تشتكي بس ممكن هذا يسويلك مشاكل

زميل سعودي: حقك تشتكي بس ما تجيب سيرتي (أي الاحتياط واجب ولا داعي للمشاكل)

زميل عربي: اتفق معك في وجوب الشكوى وأضم صوتي لصوتك فقد رأيت كيف يتعامل هذا الضابط مع الناس ولكن للأسف الناس لا تحب أن تقول أنها أهينت وتحتسب وتتمنى على الله أن لا يقابلو هذه العينة مرّة أخرى

زميل أجنبي: نحن نعلم أولادهم وهم يهينونا ويحتقرونا... من حقك أن تطلب اجتماعاً وتقوم بتصعيد الأمر - لقد جئت لأن هذه هي الأرض المقدسة ولكن يبدو أن أهل الأرض لا يعرفون ذلك...هذه ليست أخلاق الإسلام (ما سبق كلامه بعد الترجمة)

زميل عربي: لا تحكي لأحد عن الموضوع واحتسب... عفواً فأنت لا تحب أن يعرف الجميع بأمر إهانتك.. هذا رأي ولا تزعل مني فأنا أحبك وأنصحك كما سأنصح نفسي.

ضابط سعودي صديق: هل تعرف اسم الضابط الذي تعدى عليك؟ (إجابتي نعم) ..إذاً اكتب شكوى وارفعها للأمير..(يعني يا صديقي لا تنصحني بالسكوت وتمرير الأمر؟)... لا .. لم تفعل شيئاً ويجب تربيته وردعه

زميل سعودي: لا تزعل يا أخي وأنا أقدر تماماً مشاعرك ولكنهم يعاملوننا نحن أهل البلد بطريقة سخيفة في بعض الأحيان وإن كنت سأساندك لتقديم شكوى وأخذ حقك إن رغبت في ذلك..

صديق سعودي: اشتكي في الإمارة وتحمل عدداً من المشاوير إليها ولا تخف .. (قلت له: اليس من الممكن عند التحقيق معه أن يبتليني بالكذب ويأتي بشهود من معاونية بالمكان أو غيرهم؟)قال: شهادة الزور هنا أصعب من الجرم نفسه قد يعاقبون الضابط وينتهي عقابه قبل أن تنتهي عقوبة شاهد الزور..لا تخف..لن يورط أحد نفسه في شهادة زور. من قال حقي ما ظلم

زميل سعودي: ارسل نفس الشكوى لأكثر من جهة عليا واذكر أنك أرسلت نسخة من شكواك لللآخرين...هكذا يعلم متلقي الشكوى أن هناك من سيسمع من هذه الجهات فيبادر بالتحقيق والاهتمام

المحصلة النهائية أن هناك عدد قليل يدعم فكرة الشكوى رغم تفضيله ترك الأمر إلى الله وعدد أكبر لا يرحب بفكرة الشكوى ويخشى طرق أبواب موصدة أو فتح أبواب في حدها الأدنى لا تبعث على الاطمئنان...

لم أقرر بعد...القرار الأكيد هو أني لا أستطيع العفو فلست في موقع قوة أو مقدرة بحيث أقبل أن اسامح ... المغفرة والسماح يأتيان حين تكون مخيراً لا مقيداً أو مهدداً ... والحق أني وبشكل مبدأي سأدعو عليه في بيت الله الحرام وأطلب من الله أن يقتص منه من كل قلبي وبصدق كأنما أدعو لأبنائي بالخير والرحمة... كلي يقين من الاجابة... أمّا الشكوى فسأدرس الموضوع جيداً واسأل المزيد من الناس الذين أثق بهم وأدعو الله أن يوفقني إلى ما فيه الخير

أعذروني للإطالة ولكن إزاحة الثقل والكتابة لأصدقاء وزوار بها الكثير من التيسير على النفس...

تحياتي للجميع ودمتم بألف خير

الأحد، يناير ١١، ٢٠٠٩

غزه والعام الجديد..

بمساعدة رسام الكاريكاتير "لاتوف كارلوس" وببعض المجهود مني كان هذا المقطع الموجه للجميع... وللحديث بقية...



إذا شعرت أنه يساهم أو يساعد أو يساند... انشره على موقعك أو وجه معارفك لرؤيته