أولاً وقبل كل شيء...
رجاء أن تفسح الوقت لنفسك لكي تقرأ وتفهم = لا تقف عند ما يعجبك وتغض البصر عن غيره ...إقرأ وانت ترغب في الفهم ولا تتخذ موقف مسبق ....
الغرض من هذا الموضوع هو تعريف معنى الكلمة وأصولها وأبعادها واستخداماتها.... لماذا؟ لسببين: الأول هو ملاحظتي لكثرة اتهام اتباع هذا التوجه في العالم العربي بالكفر أو الدعوة إلى الفجور أو الدعوة إلى عدم الالتزام بالدين أو ممارسته إلخ. هذا الاتهام الذي يلاحق العلمانيين أيضاً ولكن هذا موضوع يستحق مقال آخر مستقل. والسبب الثاني هو وضعهم في سلة العملاء وأحياناً الملحدين والظن أن الأمر بسيط وعادي وطبيعي ومفهوم.
ملحوظة: نظراً لانتماء الكلمة إلى أصول غير عربية فالمصادر في أغلبها مصادر باللغة الإنجليزية لذا قمت بالترجمة بنفسي ...
أصل الكلمة والتاريخ التقريبي لظهورها:
ظهرت الكلمة في القرن الرابع عشر من الأصل اللاتيني - liberalis - بمعنى "الرجل الحر" و بمعنى "كريم" ... انتقلت من اللاتينية إلى الفرنسية (في ذلك الوقت كانت حقبة حكم النورمانديين - أصول فرنسية - للبريطانيين وكانت اللغة المستخدمة هي خليط بين الفرنسية الممزوجة باللاتينية والإنجليزية القديمة) وبعدها أصبحت من مفردات المرحلة الوسطى لتطور اللغة الإنجليزية. في القرن السادس عشر اقترنت الكلمة بالمعاني الإيجابية لحركة التنوير المناهضة للحروب الدينية والحملات العسكرية باسم الصليب وقد شهد القرن السابع عشر هجمة كنسية قوية على الليبرالية وصلت إلى حد إصدار فتاوى بتحريمها بعد أن تم تفسيرها على أنها إعلاء لشأن الإنسان على الخالق وتؤدي لإنكاره ...اشتملت الليبرالية في ذلك الوقت على مفاهيم عدم التحيز وقبول الأخر ومساندة قيام الحكومة بأفعال لتطوير المجتمع وبقيت تشير إلى الاتجاه الليبرالي في مختلف المجالات بدلالات مختلفة كما ظهرت اتجاهات دينية مثل الليبرالية الكاثوليكية والليبرالية البروتستنتية حظيت أيضاً بعداء الكنيسة ... هذا هو تاريخ الكلمة وأصلها بإيجاز .. نرغب في معرفة معنى الكلمة..
معنى كلمة ليبرالي:
هناك ستة معان:
1- له صلة أو مبني على الفنون الحرة - العلوم الإنسانية... وهناك استخدام قديم مهمل يدل على أن الشخص قد وُلِد حراً
2- دلالة على الكرم والعطاء
3- تنقصة الحدود الأخلاقية - مكتوب أمام هذا المعنى كلمة - obsolete - وهي تعني أن الكلمة لم تعد تُستَخدم بهذا المعنى (المترجم)
4- غير حرفي غير قطعي بمعنى حر - يمكن التقريب بمقارنة الشعر الكلاسيكي بالشعر الحر لفهم مضمون عدم القطعية (المترجم)
5- متفتح الذهن وخاصة فيما يتعلق بعدم الانصياع للاستبداد أو الأورثوذوكسية (مذهب ديني مسيحي يصفه بعض اتباع المذاهب الأخرى بالمغالاة والتشدد - المترجم) أو الأنماط التقليدية.
6- يفضل أو ينتمي إلى مبادىء الليبرالية - يساند المبادىء التي يدعو إليها حزب ليبرالي يعتنق الليبرالية السياسية - ينتمي للحزب الليبرالي بالمملكة المتحدة (بريطانيا) والذي يدعو للحرية الاقتصادية ومزيد من المشاركة الفردية في الحكومات بالإضافة إلى إصلاحات دستورية وسياسية وإدارية تضمن تحقيق أهداف الحزب
ما سبق هو التعريف من القاموس ... قبل أن ننتقل إلى ما هو أعمق من ذلك أرجو ملاحظة ما يلي والاتفاق عليه أولاً:
* أن الكلمات تكتسب معان وتفقد أخرى مع مرور الزمن واختلاف الظروف وتغير الثقافات - الكلمات في كل اللغات بما فيها العربية - بل وتدخل في تركيبات جديدة ويضاف إليها سوابق ولواحق - اللغة بطبيعتها تتطور وتتبدل أيضاً... هذه الأشياء تتم ببطء شديد وتستغرق عشرات ومئات السنين.
* أن الكلمة ذات أصول لاتينية ثم دخلت إلى الإنجليزية لتشمل عدد من المعاني، منها ما هو مستخدم ومنها ما توقف استخدامه ومنها ما فقد دلالته.
* أن العالم العربي لا يستخدم كلمة ليبرالي وهو يقصد المعنى رقم واحد أو المعنى رقم إثنين.
* أن المعنى رقم ثلاثة لم يعد أهل اللغة أنفسهم يستخدموه وهو الأقرب للإنحراف الأخلاقي ... لماذا؟ لأن الظرف المحيط بهذا المعنى اختفى ... ماهو الظرف المحيط بهذا المعنى؟ هو وجود الليبرالية كاتجاه معارض لسلطة الكنيسة الأرثوذوكسية في أوج قوتها وبالتالي الصاق تهمة اللا أخلاقية بهم بكونهم يدعون للمفاسد والحريات المطلقة وأعداء اللة... أمّا مع تطور المجتمعات وزيادة الوعي وانتشار ثقافة الحوار، اكتشف الناس أنها تهمة باطلة تم الصاقها بالكلمة وبالتالي اسقطوها من الدلالات.
* أن المعنى الرابع معنى تقني نوعاً ما .. فهو يوضح مفهوم الحرية في المفردة بالتحرر من القوالب والأنماط وهو معنى عام يحتمل الإيجابية والسلبية طبقاً للسياق
*المعنى الخامس له صلة مباشرة بنشأة الليبرالية كاتجاه يعارض السلطة الدينية للمذهب الأرثوذوكسي في المسيحية ويعارض مبدأ السلطة المطلقة والديكتاتورية وهو أمر لا دخل له بالكفر أو الدعوة إلى المعاصي بقدر ماهو دعوة لإعمال العقل - نعم تم تصويرها كدعوة للمفاسد واللا أخلاقية في البداية ولكن وكما اسلفنا تم اسقاط هذه السمة من استخدامات الكلمة
* المعنى السادس يشير إلى كلمة الليبرالية ويضيف إليها السياسية كما يربطها بشكل أكبر مع حزب في بريطانيا... ما يهمنا هنا هو إضافة كلمة "السياسية" لتصبح إشارة إلى "الليبرالية السياسية" = صفة جديدة يمكنها أن تغير الكثير وتجعلنا نسأل: هل هناك أنواع أخرى؟ وهل يعني ذلك إمكانية إضافة صفات أخرى؟ وما هي هذه الأنواع أو الصفات؟ وما الذي تشير إليه أو تقصده؟
كلا... ما زال لدينا جولة أخرى مع المعنى في قاموس مختلف يضع للكلمة 15 معنى، 13 منهم وهي صفة و2 وهي اسم:
1- يشجع التقدم والإصلاح كما في الشؤون السياسية والدينية
2- يدعو لمبادىء حزب سياسي تطرح حلول تقدمية (غير تقليدية) للإصلاح السياسي
3- يدعو إلى الليبرالية
4- يدعو أو يتفق مع إعطاء الفرد أكبر قدر من الحرية بطريقة يحميها القانون وتضمنها حماية الحكومة للحقوق المدنية
5- يدعو أو يسمح بحرية التعبير خاصة فيما يخص الاعتقاد الشخصي والتعبير عن النفس، توجه تحرري تجاه الفنانين والكتاب
6- يدعو ويتفق مع تمثيل شعبي متعدد للحكومة وليس حكومة قاصرة على الطبقة العليا والصفوة الملكية
7- خالي من التعصب والتحيز وله قدرة على تحمل الآخر - مثل التوجه الليبرالي تجاه الأجانب في الوطن
8- متفتح الذهن وغير مقيد بالأفكار والقيم التقليدية وما شابه
9- كريم ولديه الرغبة في المنح
10- سخي، متبرع يبسط يده
11- غير قطعي أو مقيد بقالب - كما في الفهم الليبرالي للقواعد أو القوانين
12- ينتمي للفنون الحرة والعلوم الإنسانية
13- رجل حر
كإسم:
14- شخص له مبادىء ليبرالية في الدين أو السياسة
15- عضو في الحزب الليبرالي البريطاني
استخدام الكلمة بقصد المعاني 1 و2 و6 و7 - بالمقاييس العربية أو المصرية الحالية يحمل الكثير من الإيجابية والتوجهات المشروعة ولا يصم صاحبه بشيء سلبي
استخدام الكلمة بقصد المعاني 3 و 11 و 14 يتطلب توضيحاً لمبادىء الليبرالية ومعنى الفهم الليبرالي للقواعد والقوانين وهو ما سنتناوله هنا بعد قليل
استخدام الكلمة بقصد المعاني 4 و5 و8 يحتمل الكثير من النقاش وتحديد المفاهيم الخاصة بالحريات والحقوق وسنتناوله أيضاً - هذا هو الاستخدام الذي دأب المعترضون على الليبرالية أو مهاجموها على تضخيمه وتحميله أكثر مما يحتمل
الاستخدام بقصد المعاني 9 و10 و12 و13 يكاد يكون معدوماً في الثقافة العربية، أمّا 15 فلا دخل لنا به
الملاحظ فيما سبق هو عدم وجود تصريح بمعاداة الأديان أو التنصل منها أو الدعوة للفجور وعظائم الأمور أو العصيان والمعصية، وأن استخدام الكلمة بهذه الطريقة لا يوجد في اللغة أو أنه كان اتهاماً باطلاً تنصلت منه لغة الكلمة الأم ولم تعد تستخدمه
إذاً انتهينا من أصل الكلمة والأوجه المختلفة للمعنى في القاموس، وخرجنا من ذلك بوجود بعض المعاني الغير معيبة ومعان أخرى تحتمل التأويل وغيرها تحتاج إلى التوضيح قبل المدح أو القدح.
وبالطبع لا حاجة لتوضيح أن كلمة "ليبرالي" كصفة ليست كلمة مقدسة أو حقيقة من حقائق الحياة كـ كلمة "الموت" مثلاً ... هي كلمة عادية ومستحدثة وقابلة للتبديل والتعديل والتغير مع تقدم الزمن واختلاف الثقافات والمفاهيم
أظن أصبح لزاماً علينا الآن أن نسأل عن أنواع الليبرالية وماهي أسسها...
يوجد لليبرالية تقسيم جغرافي = الليبرالية الغربية - الليبرالية الآسيوية - الليبرالية الأفريقية ... هذا التقسيم إن دل على شيء فهو يدل على اختلاف المفهوم طبقاً لمكان وجوده وتماشياً مع ثقافة المحيطين به.
يوجد أيضاً تقسيم إلى ليبرالية سياسية واجتماعية ودينية، السياسية تصب اهتمامها على إصلاحات الدستور وتمثيل الشعب في الحكومات نزاهة الانتخابات ونظم الاقتصاد الحر مع وجود دعم حكومي لمصالح المواطن وحماية لحقوقه وحرياته (الحريات الموجودة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان) وهو موجود على الشبكة بكل اللغات لمن يرغب في الاتطلاع عليه... النقطة الأخيرة هي جوهر اهتمام الليبرالية الاجتماعية التي تؤمن بإطلاق طاقات الفرد وعدم تقييده بقوالب تحد من قدرته على الابتكار، إضافة إلى ترسيخ مبدأ قبول الآخر والامتناع عن العنصرية بأنواعها، أمّا الليبرالية الدينية فتبدأ من محاولة قراءة النصوص وفهمها بقدر أكبر من المرونة وبما يتفق مع ما وصلت إليه المدنية من تقدم دون خلاف على مكارم الأخلاق واحترام الخصوصية، مروراً بمحاولة التوفيق بين العلم والدين وعبوراً بالتأويل وصولاً لرفض السلطة الدينية بالمجمل. الليبرالية الدينية في أقصى حالاتها تطرفاً هي الهاجس هنا.. ولكن مع وجود مصطلح أو كلمة مطاطة مثل "الليبرالية" وثقافات مختلفة ومجتمعات تتباين في عاداتها ومفاهيمها، لا يمكن تعميم واحدة من الدلالات في شكلها الأكثر تطرفاً على سائر المعاني والأهداف الأخرى.
بعبارة أخرى، يمكن لصاحب الاتجاه الليبرالي في مجتمعات محافظة بطبيعتها أن يفهم الليبرالية بإيجابياتها ويأخذ منها ما يتسق ومجتمعه وثقافته، إن اتفقنا على وجود إيجابيات اجتماعية أو سياسية في الدعاوى الليبرالية فهذا لا يعني أننا أصبحنا أكبر المدافعين عن أكثر الطرق تطرفاً في الليبرالية بل يعني أن ما لا يُدرك كله، لا يُترك كله من باب الانتفاع بما يناسب والامتناع عما يضر، وفي هذه الحالة يصبح هناك تصنيف جغرافي عادي لنوع آخر من الليبرالية يختلف عن الغربية وله صفة الليبرالية العربية مثلاً. الليبرالية في المانيا مثلاً تنقسم إلى ليبرالية مدنية وأخرى كنسية. المقصود أن تنوع المفاهيم وغزارتها وتأويلاتها المختلفة لا يجعل من الليبراليين كفار أو مارقين أو دعاة إثم. ناهيك عن أن الجماعات الدينية تطالب بحرية التعبير والمفكرين الإسلاميين يحاولون ربط العلوم الحديثة بالنص القرآني وكبار المشايخ والعلماء يشاركون في تحديث الفقه وكل ما سبق هو ليبرالية في حد ذاته. أمّا العامة ومختلف الأحزاب فيطالبون بنزاهة الانتخابات وتمثيل الشعب بالحكومة واحترام حقوقهم وانسانيتهم، هم أيضاً ليبراليون في ذلك.
لنلق نظرة على إعلان أوكسفورد الصادر عن 19 حزب سياسي ليبرالي عام 1947 ونرى ما الذي اتفق عليه الليبراليون - هذا الإعلان تم تعديله عام 1997 ليشمل تفاصيل أكثر وأشمل ولكن دون حذف من الإعلان الأول - فقط نسخة منقحة مزيدة:
أعلن المجتمعون اتفاقهم على ما يلي:
أ
1-الإنسان لديه القدرة على الفكر والعمل المستقل والقدرة على تمييز الحق من الباطل.
2- احترام الإنسان والأسرة هو الأساس الحقيقي للمجتمع.
3- الدولة ليست سوى أداة للمجتمع ، وينبغي أن لا تمتلك السلطة قوى تتعارض مع الحقوق الأساسية للمواطنين توفير حياة تسمح بالاستقلالية والإبداع، تحديداً:
الحرية الشخصية ، التي يكفلها استقلال القانون والعدالة
حرية الوعي والعبادة
حرية التعبير وحرية الصحافة
حرية المشاركة أو الامتناع
حرية اختيار المهنة
فرصة متنوعة للتعليم طبقاً للقدرة
الحق في الملكية الخاصة والحق في الدخول في المشاريع الفردية
حرية الاختيار للمستهلك، وإتاحة الفرصة لجني كامل الأرباح الناتجة عن زراعة الأرض لصاحبها
الأمن من مخاطر المرض والبطالة والعجز والشيخوخة
المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة.
4- ولا يمكن تأمين هذه الحقوق والشروط إلا من خلال الديمقراطية الحقيقية. الديمقراطية الحقيقية لا يمكن فصلها عن الحرية السياسية ، وتستند على موافقة واعية وحرة ومستنيرة من الأغلبية عن طريق الاقتراع الحر والسري ، مع الاحترام الواجب لهذه الآراء وتأمين الحريات للأقليات.
ب
1- قمع الحرية الاقتصادية يجب أن يؤدي إلى اختفاء الحرية السياسية. نحن نعارض مثل هذا القمع ، سواء الناجم عن ملكية الدولة أو سيطرة أو احتكارات القطاع الخاص. نحن نعترف فقط بملكية الدولة لتلك المشاريع التي هي خارج نطاق المشاريع الخاصة.
2- رفاهية المجتمع يجب أن تسود ، ويجب أن تصان من التعسف في استعمال السلطة من قبل المصالح الفئوية.
3- ضرورة التحسين المستمر لظروف العمل ، والسكن والبيئة للعمال. حقوق وواجبات ومصالح العمال ورأس المال يكمل أحدهما الآخر ؛ تنظيم التشاور والتعاون بين العاملين وأرباب العمل أمر حيوي لتقدم الصناعة.
ج
تقديم الخدمات مكمل ضروري للحرية وكل حق يقابله واجب. إذا كان على المؤسسات الحرة أن تعمل بفعالية ، يجب أن يكون لدى كل مواطن شعور بالمسؤولية الأخلاقية تجاه أخيه الإنسان ، وعليه القيام بدور نشط في شؤون المجتمع.
د
يمكن للحروب أن تنتهي ويعم السلام العالمي والازدهار الاقتصادي في حال أوفت جميع الدول بالشروط التالية :
الانتماء لمنظمة من جميع الدول ، كبيرها وصغيرها ، تخضع للقانون ذاته مع قدرة هذه المنظمة على فرض التقيد الصارم بجميع الالتزامات الدولية التي تم الموافقة عليها طوعاً وهي:
* احترام حق كل أمة في التمتع بالحريات الأساسية الإنسان
* احترام اللغة والعقيدة والقوانين والأعراف والأقليات القومية
* التبادل الحر للأفكار والأخبار ، والسلع والخدمات بين الدول ، وكذلك حرية السفر داخل وفيما بين جميع البلدان دون خضوع للرقابة أوالحواجز التجارية وأنظمة الصرف
* تنمية المناطق المتخلفة من العالم ، بالتعاون مع سكانها ، ومصالحهم الحقيقية ، ولما فيه مصلحة العالم بأسره.
ندعو جميع الرجال والنساء الذين يتفقون مع هذه المثل العليا والمبادئ الى الانضمام الينا في مسعى لكسب القبول في جميع أنحاء العالم.
انتهى الإعلان ... لا أظن أن هناك ما يسيء فيما سبق، هي وجهة نظر واتجاه يرى أصحابه أنه لا يتعارض مع شيء بل وبه من المرونة ما يكفي للتوافق مع مختلف الشعوب طبقاً لعاداتها ومفاهيمها دون تدخل في شأن ديني أو تعرض لخالق أو تشجيع ترك الشعائر أو الطقوس بل تشجيع على احترامها وقبول تمثيلها في الحكومات واحترام خصوصيتها وقبول الأخر بشكل عام.
أمّا الاتحاد الدولي للأحزاب والمنظمات الليبرالية فيعلن عن أهدافه بوضوح عام 2005:
كسب قبول عام للمبادئ الليبرالية الدولية في طبيعتها في جميع أنحاء العالم ، وتعزيز نمو مجتمع حر يقوم على الحرية الشخصية ، والمسؤولية الشخصية ، والعدالة الاجتماعية ، وتوفير وسائل التعاون وتبادل المعلومات بين الأعضاء ، وبين الرجال والنساء في جميع البلدان التي تقبل هذه المبادئ.
نهاية، وقبل أن تأخذني رأسي للاستطراد وذكر الهجوم الذي لا يخلو من طرافة على الليبراليين من المحافظين واليمينيين والأحزاب الدينية بل ومن اليساريين الذين يرفضون تصنيف الليبرالية على أنها قوى يسار. أصل معك عزيزي القارىء - إن كنت مازلت هنا - إلى أن تصنيف شخص لنفسه على أنه ليبرالي لا يعني بالضرورة أنه يقصد ما تقصده أنت عند قيامك بتصنيفه بل قد لا يعني ما تظنه أنت في الليبرالية، كما أنه لا يعني وصفه بالإلحاد أو مساواته بالعلمانية أو وصمه بالدعوة لترك العبادات وعدم الالتزام بها ... إذا كان هذا ما تفهمه فاغفر لي تنبيهك إلى خطأك وقصور حكمك وتعميمك وغفلتك عن المعاني المختلفة للكلمة ودلالاتها واستخداماتها ...
تحياتي والقاكم بعد راحة قصيرة إن شاء الله مع "العلمانية"
ملاحظة أخيرة: رجاء لا تمارس هوايتك في التصنيف على شخصي .. فقط خذ ما يعجبك واترك ما لا يروقك وشرفنا بزيارتك مرّة أخرى.
-----------------------------------------------------------------------
المصادر:
مواقع:
http://www.merriam-webster.com/
http://dictionary.reference.com/
http://www.ourladyswarriors.org/dissent/defnlibr.htm
http://www.urbandictionary.com/
http://www.thefreedictionary.com/
http://www.conservapedia.com/
http://www.ourladyswarriors.org/dissent/defnlibr.htm
http://www.liberal-international.org/editorial.asp?ia_id=535
http://www.liberal-international.org/editorial.asp?ia_id=537
كتب وأبحاث الكترونية
http://www.cis.org.au/temp/op114_neoliberalism.pdf
http://mises.org/books/liberalism.pdf
http://www.princeton.edu/~starr/articles/articles07/Starr.WhyLiberalismWorks.pdf
http://www.iias.nl/nl/32/IIAS_NL32_23.pdf