مبروك علينا الحرّية ...مرحباً بك زائراً ومتابعاً ... تواصلك يشرفني

الجمعة، مايو ١٤، ٢٠١٠

الوضع الحالي .. "تعالالي يابو وضع"

مبـاشرة .... من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية أن يبقى الوضع على ما هو عليه في مصر؛ الموقف المصري، في مستواه الرسمي، لا يتعارض مع الموقف الأمريكي العام ... قد يختلف في جزئيات هامشية أو مُهمّشة لأغراض مرحلية دعائية أو تكتيكية ولا يؤثر في الـ ستراتيجية العامة والخارطة الأكبر...
قد تحدث مشكلة فقط في حال قام النظام طوعاً أو كرهاً بتغيير طريقته أو توجهاته أو سياساته، المتفقة في أغلب الأحوال، مع المصالح الأمريكية. أو أنه قرر، طوعاً أو كرهاً أيضاً، أن يرسم استراتيجية وطنية فعلية قابلة للتطبيق وتختلف عن النمط السائد من التكتيكات والمناورات وبالضرورة تتعارض مع المصالح أو المخططات الأمريكية الكبرى التي لن اتناولها هنا.
إذا حدثت المشكلة السابقة ستكون خسارة فادحة وتأخير لا ضرورة له أو تغيير جوهري في التكتيكات الأمريكية يكلف الكثير من المال وماء الوجه. ونظراً لأن السياسات الأمريكية والخطط الستراتيجية لا يقوم بها مجموعة من الهواة أو الحواة، فمن المؤكد أن هذا الاحتمال قد تمت دراسته بعناية وإعداد طُرُق لمعالجته أو مواجهته.
لو أنكم لاحظتم على شبكة الإنترنت تحديداً وعلى الفضائيات الأجنبية وبعض الفضائيات العربية عموماً، يوجد عرض مُكثف للوضع في مصر وأخبار التظاهرات والاعتقالات وجماعات الضغط وجماعات حقوق الإنسان والندوات والمؤتمرات والعرائض والتوقيعات بل والتعذيب.
الغير ملحوظ هو وجود أضعاف هذه الأخبار عن التظاهرات والاعتقالات وجماعات الضغط وجماعات حقوق الإنسان والحيوان والنبات والندوات والمؤتمرات والعرائض والتوقيعات بل والتعذيب في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا أيضاً. ولكن للأسف أمريكا وبريطانيا ليستا مدرجتين في ستراتيجية دولة أخرى أو مخطط كبير لمصالح أقوى.
المصالح هنا في عالمنا نحن. لذا، وفي توقيت متميز يناسب وجود دراسة للأمر فعلاً، تتحرك بيادق الإعلام لتنبيه النظام المصري بوجود خلل تكتيكي أو تنفيذي لديه يتعارض مع المخطط الكبير وقد يؤجله أو يعرقله وللتصحيح عليه أن يقوم بأحد أمرين:
تقديم مزيد من التنازلات الوطنية للحصول على رِضا مادي يسمح بإصلاح بعض الجوانب الشعبية الوقتية ويصب في الخزانة الغربية، وبالطبع هي تنازلات خطيرة على المستقبل الوطني بعيد الأمد.
أو تقديم تنازلات فردية يراها النظام وطنية.
لكل أمر من الأمرين السابقين تخطيط متكامل.
الأمر الأول يمكن تنفيذه على محاور متعددة؛ أولها وأهمها إعلامي، وهو تصوير الأمور في مصر على حافة الانهيار السياسي والاجتماعي رغم أن النشاطات الدالة على ذلك تحت السيطرة الكاملة وفي حدها المتدني والثابت بالمقارنة بالتعداد العام الداعم أو القابل أو المغلوب على أمره. المحور الثاني هو رعاية ودعم الأنشطة الإقليمية الضاغطة مثل موضوع منابع النيل وقضايا الرأي العام التي تتبنى فكرة تقاعس النظام تجاه الجيرة العربية رغم مراعاته للبروتوكول السياسي والجيرة مع محتلي القدس، وتكرّس للتفرقة بين النظام والمواطنين وبين المواطنين وأنفسهم على المستويات الثقافية والاجتماعية والدينية.
أمّا الأمر الثاني وهو تقديم التنازلات الفردية فتنفيذه يتضمن احتمالين، إما تنازلات فردية تُبقي على النظام مع تغيير بسيط في أفراده أو تنازلات تؤدي لتغيير محسوب للنظام، بعبارة أخرى إقصاؤه هو وأفراده لصالح نظام آخر يتفق مع المخطط الكبير. أمّا أفراده الجدد فـ هم فقط يتسربلون بثوب مختلف ودعاية تحظى بدعم شعبي ظاهر وليس بفاعل...
ده الوضع الحالي ... أما أنت فـ "قوللي إيه وضعك؟..

ليست هناك تعليقات: