أكتب هذا الموضوع بمناسبة صورة على الفيسبوك وتعليقات عليها من مشاهديها
الصورة على هذا الرابط:
http://www.facebook.com/?ref=logo#!/photo.php?
pid=1391232&id=1068608059&ref=notif&fbid=1474553098325
أولاً الصورة التي جمعتنا هنا والتي لها فضل فتح النقاش الذي أراه جميلاً
الجزء الأيمن من الصورة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر والكلام الذي يقوله أراه شخصياً فعلاً تاريخياً حقيقياً كان له تأثير كبير في تشكيل تاريخ مصر الحديث .. لم أحضره ولكن قرأت وسمعت وحللت ووصلت لهذه النتيجة .. إذاً الصورة تحمل من المعاني ما يمكن أن يجعلنا نشعر بالفخر أو بالتقدير للرجل ... هذا لا يعني إطلاقاً أن عهد الرئيس جمال عبد الناصر كان الأفضل أو الأجمل أو إي صيغة تفضيلية أخرى ولكنه يثبت أن الرجل كان له فضائل أو تصرفات وقرارات يحسبها الشعب على الصواب ويدرجها التاريخ في سيرته الذاتية (سيرة التاريخ مش سيرة الريس)
الجزء الثاني جهة اليسار للرئيس الحالي حسني مبارك وعلى لسانة كلمات لم يقلها بالطبع ولكن بها الكثير من النقد السائد في ساحات المعارضة وعلى صفحات الفيسبوك ... ما يجعلها صورة تبعث على الابتسام في رأيي المتواضع ليس الكلمات التي لم يقلها الرئيس بل الصورة نفسها التي توجد بها ضحكة "جامده جداً" .. لا أعرف مناسبة الصورة أو الضحكة ولكنها دون كلام تبعث على الابتسام فما بالك بالعبقري خفيف الدم الذي وضع لها عبارة تجعلها نكتة "حشاشيني" كالتي نسمعها ونقهقه عليها ...ثم نتوقف لحظة للتفكير ككل البسطاء ونقول "ها ها آه والله" ...
هنا يبدأ البند ثانياً:
بدأت تعليقات المشاهدين وتحولت إلى سياق جاد ومحمود وإن خلا من الموضوعية في بعض الأحيان..وهنا أيضاً يبدأ ما
دفعني لكتابة هذا الموضوع
عموم التعليقات لا تخرج عن الأطر العامة التالية:
عهد الرئيس جمال عبد الناصر كان أفضل أو كان أيضاً تعيساً وبه الكثير من المكروهات
عهد الرئيس أنور السادات مسكوت عنه ولكنه كان أفضل أو كان تعيساً وبه الكثير من المكروهات
عهد الرئيس حسني مبارك تعيساً وبه الكثير من المكروهات وإن كان به بعض الفضائل
المشكلة ليست في تنوع الآراء... المشكلة في قلة الموضوعية وقلة المعرفة واختلال ميزانيهما وتأثرهما بالجو الإعلامي السائد أو فلنقل الجو الإعلامي عالي الصوت .. السائد ليس المعارضة لأسباب كثيرة جداً لا مجال لذكرها هنا وإن كنت سأتعرض لبعضها .. أمّا الصوت العالي فهو صوت المعارضة ومن ورائها صوت رواد الفيسبوك "الثروة التي فات الحكومة أن تنتبه لها ووجدت فيها المعارضة سهما هاماً واستغلتها ومازالت لأغراضها الصالحة والطالحة" .. قبل أن استرسل أجد ضرورة توضيح أن الرأي العام المعارض المعتدل الذي ساد أيام الرئيس أنور السادات كان عهد الرئيس أنور السادات تعيساً وبه الكثير من المكروهات وإن كان به بعض الفضائل أظن واضح من العبارة السابقة تقليدية التعبير المعارض المعتدل وتطابقة مع التعبير المعارض المعتدل الحالي في حق عهد الرئيس حسني مبارك .. التغيير الوحيد في الرأي يأتي من تغيرصفة عهد سابق إلى عهد حالي فقط ..
الموضوعية تستلزم أولاً فصل القضايا وتصنيفها...
هناك أوضاع اجتماعية تندرج تحت الجانب الاقتصادي وهناك أخرى لها صلة بالحريات والحقوق المدنية
كما أن هناك أوضاع سياسية
وأوضاع مالية وطنية وثيقة الصلة بالاقتصاد العالمي وآلياته
لا يجوز بحال تطبيق رأي واحد على ما سبق كما أنه لا يجوز تطبيق أي رأي دون النظر إلى الظروف المحيطة به على
المستوى المحلي والإقليمي والدولي المتغيرات كثيرة وكذلك المعطيات وما يترتب عليها
البسيط والحقيقي فعلاً أن كل عهد له فضائل ونقائص ويختلف تقديرها من مجموعة إلى أخرى ... اليسار يرى الأمر من منطلقاته ومفاهيمه والإخوان يقدرون الموضوع طبقاً لأجنداتهم المعلنة والغير معلنة والطبقة الحاكمة ومن والاها أو استفاد منها أو سار في ظلها يحللون الأمور بطريقتهم وطبقاً لما يصيبهم من خير أو شر.
أمّا رجل الشارع أو المواطن البسيط فهو للأسف مجرد أداة في حروب لا تعنيه لقلة وعيه ولتقصير مستغليه بمختلف
أغراضهم.
معارضة نظام الحكم في مصر تسوق لما يلي:
تدني مستوى الفرد المعيشي وتفشي الفقر وتدني الخدمات وزيادة الفجوة بين الفقراء والأغنياء مع ارتفاع متكرر للأسعار
انتشار الفساد في الدوائر الحكومية وغير الحكومية من محسوبيات إلى رشاوى واختلاسات وتسهيلات
ارتفاع معدلات البطالة
انتهاكات حقوق المواطنين وانتهاك الحريات عموماً وقصور أو عدم دستورية مواد هامة في دستور البلاد
أكاد أقسم أن ما سبق هو طبق الأصل المعارضة في كل دول العالم الثالث ...
العامل المشترك هو أننا عالم ثالث وليس أننا نخضع لحكم مؤسسات ديكتاتورية تنتهك حقوق المواطن
مواطنو العالم الثالث لا يطلق عليهم هذا الإسم لكونهم دولاً فقيرة لا سمح الله فهناك دول عالم ثالث تستطيع أن تنفق على جيرانها لعقود قادمة.
تسمية العالم الثالث كان لها أغراض سياسية تقسم العالم إلى كتلتين؛ كتلة الغرب والدول المتقدمة تكنولوجياً وصناعياً وكتلة الاتحاد السوفيتي القديم ومن تبعه إضافة إلى الدول التي لا تنتمي لأي من المعسكرين.. بمرور الوقت وانهيار الاتحاد السوفيتي أصبحت الكلمة التي تشير إلى الدول المتخلفة تكنولوجياً وعلمياً وصناعياً .. أمّا العالم الثاني فهو الدول التي تطورت صناعياً وتكنولوجياً وعلمياً وأصبح لديها مقومات الدخول إلى منظومة الاقتصاد العالمي والتأثير فيه ولو بقدر ضئيل.. والعالم الأول مازال كتلة الغرب المتقدمة واليابان بالطبع
إذاً العالم الثالث عالم متخلف تكنولوجياً وصناعياً وعلمياً دون النظر إلى حقوق الإنسان التي سأتكلم عنها بعد سطور قليلة..
بريطانيا وأمريكا وألمانيا وفرنسا والعالم الأول قام على أكتاف انتهاك حقوق الإنسان والحيوان والنبات والأرض وما عليها.. القاريء للأدب الغربي وتاريخ الحضارات الغربية سيعرف ذلك جيداً..
الحريات ليست جزءاً من واجبات الحكومة تقدمها طائعة ...
الرخاء الاقتصادي للفرد ليس من أهداف الحكومة في حال لم يكن الفرد فاعلاً في تنفيذها..
العلم ليس من أولويات الحكومة في حال وجود طريقة أسهل لتحقيق نفس الأهداف ...
ولكن ما هي تلك الأهداف وما هي المشكلة بالفعل؟
لنتفق أن أي حكومة تحترم نفسها سيكون من أهدافها الكبيرة الخروج من دائرة العالم الثالث إلى الثاني
هذه الأهداف الكبيرة تحتاج إلى تخطيط عام كبير وتحتاج لمعرفة الموارد المتاحة .. طبعاً لا توجد حكومة واحدة قادرة على تحقيق هذا الأمر في وقت قصير .. الموضوع يحتاج لمجهودات جبارة وحكومات متعاقبة وسنوات طويلة .. نحن
نتكلم عن عمر دولة وليس عمر أحد أقاربنا أو أعمامنا ...
لنتفق أيضاً أن الموارد المطلوبة لتحقيق هذا الهدف كبيرة للغاية وتحتمل طريقين ... الأول والأفضل صعب جداً ووعر ويحتاج من كل الحكومات وقتاً وجهداً جباراً والثاني سهل ويقرب المسافات وفي نفس الوقت يضمن للحكومة ومن والاها أو استفاد منها أو سار في ظلها مستقبلاً مضموناً كل في حجمه الذي يرضيه .... ما الذي ستختاره؟ أنت أو الحكومة أو أي مواطن من العالم الثالث ... غالباً ستختار الأسهل ...
في عهد الرئيس عبد الناصر تم اختيار الخيار الأصعب ولكن ..لأنه الأصعب ولخصوصية عالم الحرب الباردة وصراع
الروس والأمريكان على ريادة العالم ولوجود صراع عربي إسرائيلي وعربي استعماري وعربي عربي زادت صعوبة الحل الأفضل الذي تم اختياره وتخلت عنه الحكومة بعد فترة وجيزة واستمرت في عهد الرئيس السادات واتجهت إلى الحل الثاني.
الصعب أن تستثمر الصناعة والتكنولوجيا والبشر والتعليم والتوعية واحترام حقوق الإنسان
السهل أن تقوم على أكتافهم وتجعلهم يدفعون اللازم لاتمام الاقتراب من العالم الثاني
الأموال التي سأدفعها في التعليم والتطوير والتنمية وممارسة حقوق الإنسان لـ 60 مليون مواطن على الأقل وبعد أن أموت بحكومتين تلاته أربعة يمكن لأحفاد أحفادي يشوفوها!!! ليس الأمر لطيفاً بالمرة
يمكن بـ 25% من هذه الأموال أن تكون هناك قوات ردع أو قمع أو نظام سمها ما شئت تتحكم في الأوضاع التي قد تضطرب
و 25% تكفي لتقديم الحد الأدنى لعموم المواطن البسيط
و25% لرفع مستوى التقييم الاقتصادي للدولة في العالم وتقريبها من حدود العالم الثاني
و 25% نظير إدارة الأمر
هذا حل أسهل وأقل كلفة ومجهودا وأكثر أماناً لنا وللكثير غيرنا
لا تلومهم على اختيار الأسهل ... لم نفسك فأنت تختار الأسهل دوماً ... وأنا أيضاً حتى لا يظن أحد أني أهاجمه
.. كلنا نختار الأسهل ..
سأقول لكم شيئاً قاله لي والدي حين كنا نتناقش في فكرة الثورات عموماً واتجه الكلام إلى إمكانية حدوث ثورة في مصر ..
الكلام كان وسط نقاش عام ..
قال لي أن الثورة في مصر لن تقوم إلا عندما لا يجد الفقير ما يكفي لشراء رغيف عيش وكوب شاي حتي يضع هذا الخبز في الشاي ويفطر به إبنه.. قبل أن يحدث هذا لن تكون هناك ثورة في مصر ... بصرف النظر عن دهشتي الشديدة للغاية من إجابته وعن قدرة المواطن المصري على التحمل أو طيبته أو خنوعه "سمها ما شئت أيضاً" إلا أنني اليوم بعد عشرون عاماً أو أكثر من هذا الحوار أدرك أن الوضع سيء ولكنه ليس حالكاً بالصورة المرسومة .. نعم هناك فقر مبكي ومحزن وهناك جهل وهناك هوة كبيرة بين الفقراء والأغنياء وهناك فساد ومحسوبية وهناك انتهاك لحقوق الانسان...
ما أعرفه جيداً هو أن هذه هي أيضاً طبق الأصل ما قالته معارضة عبد الناصر ومعارضة السادات كما تقوله الآن معارضة مبارك .. الموضوع ليس الغرض منه الدفاع عن أي عهد .. الغرض هو توضيح أن هذا هو ما ستقوله المعارضة في أي دولة من دول العالم الثالث ... من يختارون الأسهل وتوافقهم شعوبهم بل وتقتضي بهم أدرك مواطنو العالم الأول هذه الحقيقة جيداً ... وتجاوزوا الانتهاكات لحقوقهم بشيء آخر غير الثورات ... انتظموا ... توحدوا في نقابات وجمعيات أهلية أولى أهدافها هي التوعية ونشر ثقافة المعرفة والخير والتكافل وخدمة المجتمع ... بدون أغراض سياسية وبدون سعي لقلب نظام الحكم ... أصبح لكل مهنة ومجموعة وفئة نقابة أو رابطة تراعي شئونها وتساعد أفرادها وترعى الحقوق وتطالب بها وتدافع عنها ... أصبح لكل حي مجموعة من الثقات الذين يطالبون بتحسين الخدمات ويتابعون الطلبات ويقفون في الطوابير ويواجهون البيروقراطيات المعقدة ... بدأ الأمر من الشارع .. من البسطاء ولهم ... حتى يزيد الوعي ويكثر الفاهمين الواعين الراضين الذين يمكنهم بعد تذوق هذه النعمة المطالبة بحقوق الإنسان والمواطنة كاملة ..
المواطنون في بلادنا وأنا منهم ليس لديهم الوعي بمفهوم المطالبة بالحريات وحقوق الإنسان حتى هذه اللحظة ...
غالبية المعارضة تستغل كافة القضايا وتخلط الأوراق وتزايد على نفسها وتضلل البسطاء بأكثر بكثير من ممارسة التنمية الحقيقية والاستثمار في الشعب... الأسهل والأرخص تجييش الناس عاطفياً وتضخيم الأمور بقدر الأبواق المتاحة للهجوم على كل شيء وأي شيء... الأصعب الاستثمار في توعية الناس ومساعدتهم على بناء وحدات مجتمعية ترعاهم وتعلمهم وتطالب بحقوقهم الإنسانية الأساسية قبل أن تطالب بتعديل الدستور ... الاستثمار في الناس لا يعني إقامة شركات لتوظيفهم بأموال حلال تدر على أصحابها أضعاف ويضاعف الله لمن يشاء ... الاستثمار في الناس يعني مراكز أبحاث مستقلة وجمعيات أهلية غير مستهدفة للربح بالفعل وليس ورقياً فقط ومؤسسات قانونية خدمية ومراكز خدمة تطوعية ومراكز تأهيل ... هي أشياء أفضل من الميكروفونات والجرائد اليومية وشوادر الدعاية الانتخابية وكرتونة مستلزمات رمضان ..
مثال بسيط وأخير لتوضيح موضوع الحريات وحقوق الإنسان هذا: فلان شخص بسيط .. مشواره إلى عمله مشوار طبيعي مزدحم وطويل .. عمله مكتبي لا يتطلب مهارة كبيرة ... أسرته صغيره بالكاد يكفيها .. يمكنه أن يزور أقاربه ويمكنه أن يشكو أحواله للزملاء والأصدقاء ويمكنه القاء بعد النكات على البلد والحكومة والرئيس ولكنه في العموم راض أو ساكت أو صابر أو خانع براحتك ... هذا الشخص لا يريد أن يسير عارياً في الشارع ولا يريد أن يغير دينه ولا يريد أن يسب الله أو الدين ولا يريد أن يسير في مظاهرة .. هذا الشخص لا يشعر أنه يريد حرية ما تنقصه .. هو فقط يريد تحسين وضعه المعيشي .. وطبعاً لا يمكنه استيعاب أو فهم أن غيره يريدون حريات كثيرة وأنها من حقهم بصرف النظر عن اتفاقه أو اختلافه معهم .. المواطن المصري البسيط ليس لديه هذا الوعي ... لذلك من الأسهل المزايده على معاناته وشحنه عاطفياً أما توعيته ومساعدته ورعايته وتثقيفه فهي أمر مكلف للغاية ثم أنه من الأسهل أن أقول أن هذا من واجبات الحكومة وهي التي تهمله ... آسف الحكومة ليست ماما .. الحكومة لا تتعامل معك إلا عند بلوغك السن القانونية التي تسمح لك بإدراك الصواب والخطأ ولا تقبل توقيعك إلا بعد أن تبلغ سناً يجب أن تحاسب فيه على ما تكتبه ... مصلحتك وحقوقك أنت أدرى بهم ... هذا أسهل .. لماذا اخبرك أن المخبر لا يمكنه تفتيشك بموجب القانون الفلاني وإن فعل يمكنك أن تطلب محامي وتقاضينا وأوجع دماغ المخبر والضابط والقاضي .. بما انك تقبل وبما انك بطولك وبما ان المجتمع ليس لديه مؤهلات إفهامك أو إفهام نفسه ولا جهة تدافع عنك أو عن حقوقك .. خلاص .. لا مؤاخذه طظ فيك
.. هذا هو الأسهل
إليكم بعض الأسهل:
لماذا لا تغيير للمناهج وفلترتها من الحشو الفارغ؟ لأن الموضوع مكلف وصعب بينما الأسهل وجود ناس تأكل حلاوة من الدروس والملخصات والملازم وتكتفي وتحل عننا..
لماذا التحقيق والتحريات الجادة والبحث واستخدام الأحدث لإثبات جريمة ما؟ لأن الأسهل قلمين لشخص لا يعرف حقوقه ولا مدافع عنها وسيقدم الاعتراف سيد الأدلة
لماذا الانتظار في الإشارة واحترام المشاة بينما الأسهل كسر الإشارة والسير عكس الاتجاه في ظل عدم إدراكي لحقوق
الآخرين وعدم ادراكهم لحقوقهم وعدم وجود من يدافع عن حقوقنا جميعاً
لماذا المذاكرة بينما ملخص ليلة الاختبار كافي للنجاح
لماذا احمل حقيبتي بينما يمكن أن يحملها السائق
لماذا أغسل صحن الطعام الخاص بي بينما يمكن لزوجتي أن تفعل ذلك
لماذا القيام لإحضار كوب ماء بينما يمكن لوالدتي أن تفعل ذلك
لماذا أقوم بإنهاء أعمال المواطن وأوراقه بسرعة بينما يمكنه الانتظار قليلاً حتى انتهي من إفطاري "الانجاز السريع يعني المزيد من العمل والحقيقة جهة العمل لا تعطيني ما يكفي كي اتنازل عن الافطار وأبذل كل هذا الجهد... ثم ما المشكلة في الانتظار؟!"
لماذا أخفض سعر السلعة إذا كان الناس قادرين على شرائها حتى الآن ... بالطبع فلا يوجد من يراعي حقوقهم أو ينظم جهودهم أو يدافع عن أي شيء
سياسة الأسهل وإلقاء اللوم هي السياسة السائدة والثقافة الطاغية منذ وقت طويل ... سياسة التجييش العاطفي واستغلال الجموع هي السياسة المعتمدة في بلاد الاختيار الأسهل.. في بلادنا
التغيير الأسهل هو توقيعات على بيان .. الأصعب هو تكوين تكتلات حقوقية واجتماعية وثقافية أهلية فاعلة ..
الأصعب هو البنية المجتمعية التحتية
إخوة الفيسبوك .. أكرر هذا النداء ..
إلى الجيل الذي أراهن عليه منذ وقت طويل .. من أيام أجهزة صخر وسينكلير ويامها وكومودور .. من أيام الدوس وويندوز 3.11 باعتماد اللغة العربية ... من أيام الـ 486 .. وحتى الآن ..
أنتم من يمكنهم القراءة ولديهم مفاتيح المعرفة مجاناً .. لا تخدعنكم التهويلات .. لا تخدعنكم الخطب والمقالات النارية التي تفتري على التاريخ وتعرضه من وجهة نظرها وتلونه بتلون الوقت والأهداف .. لا تخدعنكم البرامج الحوارية الزائفة التي تشوه الواقع وتوجهه لمصالحها .. ابحثوا بأنفسكم أرجوكم .. إقرأوا من أكثر من مصدر .. راجعوا ما قاله المنتصر وما قاله المهزوم في أي موضوع ..
لا يجوز الحكم العام دون معطيات كامله وحقيقية .. لا يجوز الحكم العام بناء على 1000 حادثة بين ملايين .. لا
يجوز الحكم العام لمجرد أن الأخبار أصبحت تنتشر أسرع وليس لأن المعدلات تتزايد بالفعل ...لا يجوز الحكم العام فقط لأنك قرأت كتاباً لفلان أو عشرة كتب لعشرة أفراد ينتمون لاتجاه واحد أو اتجاهين ... لا يجوز الحكم العام بناء على تجربة أسرة أو اثنتان أو عشرة آلاف ... لا يجوز الحكم على تواجد الحريات من عدمه وأنت لا تعرف ما هي تلك الحريات التي تريدها ويريدها غيرك ودون أن تقبل بها للآخرين كما تقبلها لنفسك ودون أن تفكر في احتياجك لممارستها
... لا يجوز الحكم العام
ما يحدث الآن هو استغلال لهذا العالم الافتراضي المؤثر لكونه محرك وبوق للطبقة الوسطى وتجييش له دون توعية أو تثقيف فعلي .. دون تواجد حقيقي خال من التوجهات السياسية والمطامع الحزبية والشخصية على أرض الواقع..
أخيراً وللحق .. توجد صفحات قليلة ومجموعات أقل تحاول حالياً القيام بدور حقيقي على أرض الواقع .. هذا هو ما تجب مساندته والدعاية له والوقوف إلى جانبه ..
البيانات والبنود وتعديلات الدستور ... تلك الأشياء التي ينادي بها مئات المناضلين منذ أكثر من ثلاثين عاماً .. ليست جديدة ولكنكم لم تتابعوها أو تتابعوهم .. لا تحتاج إلى توقيعات .. تحتاج لمجهودات أهلية حقيقية للناس ومعهم ولا تنتظروا النتائج غداً أو بعد غد .. هذا هو الأصعب .. هذا هو الحقيقي ...
أشكر كل من وصل إلى هنا .. وأعتذر عن الإطالة فقد أخذتني الكتابة .. وأرجوك .. لا تقم بالحكم العام على
شخصي فليس لديك كل المعطيات .. أنت لا تعرف عني الكثير .. الحقيقة لا تعرف إلا رأيي في بعض الأمور وهي
ليست كل الأمور ولا تكفي لتصنيفي إلا لو لجأت إلى الطريق الأسهل ..
تحياتي ودمتم بخير
هناك تعليق واحد:
لا أجد أى كلمات تعبر عن ألمى من وقع صدق كلماتك ورؤيتك فحقاً نحن فى أمس الحاجة لتغيرhت فى قاعدة الهرم والتى " لا تحتاج إلى توقيعات .. تحتاج لمجهودات أهلية حقيقية للناس ومعهم ولا تنتظروا النتائج غداً أو بعد غد .. هذا هو الأصعب .. هذا هو الحقيقي ..."
إرسال تعليق