مبروك علينا الحرّية ...مرحباً بك زائراً ومتابعاً ... تواصلك يشرفني

الاثنين، نوفمبر ٢٣، ٢٠٠٩

ما بعد الغضب

هذه التدوينة هي استكمال لفيديو خاص بي منشور على موقع يوتيوب منذ ثلاثة أيام... بالتحديد بعد أقل من 24 ساعة من مهزلة مباراة مصر والجزائر في السودان

أولاً وللتوضيح: لم يكن مقصوداً من الفيديو سب شعب الجزائر بأكمله أو تعميم الحكم عليهم والوصف الكتابي لهذا الفيديو "لمن يقرأ" كما يلي:

مجرد رد فعل بسيط للغاية على المهزلة التي حدثت بعد مباراة مصر والجزائر في السودان.... وهذا الرد موجه للجهلة والغوغاء من جماهير الجزائر في السودان ومن حطم وكسر أماكن الرزق والعمل في الجزائر وليس لكل الجزائريين وهو أيضاً موجه لكل المصريين عدا الجهلاء.. رجاء الإنصات بدقة... كل الكلام موجه للمجرمين باللغة التي تليق بهم... كلام المثقفين والعقلاء سيتم توجيهه لهم في مناسبة أخرى...لكل مقام مقال ولنا عودة

بخلاف أن كل الكلام كان دوماً يتبعه عبارة: من كان بالسودان أو جماهير الأمس = الغوغاء والجهلاء والمتعصبين
بل أيضاً تتضمن الكلام دعوة لنبذ العنف واستخدام أسلوب حضاري للشكوى وأخذ الحق ومقابلة الإخاء بمثله

بالطبع قام بعض الأفراد بنسخه ونشره بمسميات أخرى بل وفعلت ذلك مواقع إخبارية كجريدة البشاير دون الرجوع إلي ودون اهتمام بالتحكم في التعليقات وحذف ما لا يليق منها ودون نشر التوضيح الكتابي عن محتوى الفيديو... قمت طبعاً باتخاذ اللازم قدر الاستطاعة وتم حذف العديد من تلك النسخ من على الموقع الشهير.

إلى هنا ينتهي الحديث عن هذا الفيديو بالنسبة لي على الأقل وإن كان الباب مفتوحاً للرد على أي استفسار بشأنه.

ثانياً - للمصريين والجزائريين: من حق أي مواطن غيور على بلده أن يدافع عنها وعن كرامتها... من حقه أيضاً أن يعبر عن ذلك ولكن في حدود المعقول...

على سبيل المثال: قام مجموعة من الجهلاء المتعصبين بقذف حافلة منتخب الجزائر بالحجارة، وهو أمر يستوجب الاعتذار لا الإنكار وبالمقابل قام أمثال هؤلاء المشجعين من الجزائر بقذف حافلة المنتخب المصري بالسودان ... كان يمكن أن يقف الأمر هنا ... الخطأ بمثله وكفى... صح؟!

فيديو صفيق من شباب متحمس وفيديو آخر يرد عليه ... وكفى.. صح؟!

أمّا ما حدث في السودان فلم يكن أبداً ضمن إطار الرد بل تعداه إلى إطار التصعيد والحرب والانتقام والإهانة وما نقول عليه في مصر "اللي يرشني بالميه - الماء - أرشه بالدم" وهو منطق غير مقبول ولا معقول...

ولكن... من بدأ؟ وكيف؟ ولماذا تتطورت الأمور إلى هذا الحد؟

لن أقول أن الأمر بدأ منذ محاولة تسميم المنتخب في المباراة الأولى بالجزائر خاصة مع عدم وجود معلومات دقيقة عن هذا الأمر وعودة اللاعبين لمصر....وللحق، بدأ الأمر بحلقة للإعلامي عمرو أديب صرّح فيها برغبته في "التنكيد" على الجزائر وشعبها وتأكيده على كراهيتهم للمصريين...صراحة كلام ليس له طعم أو معنى أو فائدة غير إثارة المشاعر وإغضاب الناس وتسهيل الوقيعة بينهم خاصة وأن هناك قطاع عريض يشاهده ويشجعه على أسلوبه الذي لا يرضيني ولا يرضي كثيرين غيري. كانت نتيجة عباراته فيديوهات متبادلة منها ما هو محترم ومنها ما هو خارج وصفيق ومهين...أدى هذا لواقعة قذف حافلة المنتخب الجزائري بالحجارة وإنكار غبي من الجانب المصري لما حدث... حتى وإن كانت هناك مبالغة في الأضرار المعلنة من الجانب الجزائري، كان يجب الإقرار بالواقعة والاعتذار عنها، لا تأجيجها ووصم الناس بالكذب المطلق - أيضاً على لسان عمرو أديب وغيره الآن من المنضمين لقافلة العداء على القنوات الفضائية - هنا تجلت قدرات أمثال عمرو أديب على الجانب الجزائري، وانبرت جريدة مثل "الشروق" للتسخين والإهانة والسب ونشر الشائعات وخلط الحابل بالنابل... دخلت أشياء لا دخل لها بكرة القدم إلى الساحة... اتهامات بالعمالة والخيانة والعهر والفقر وغيره... بل أخبار عن وفيّات وقتلى ودم مهدر ...بل وساهم في إذكاء النار تصريحات من سفراء وحكوميين قليلاً ما تنفي وكثيراً ما تشعل نيران الفرقة والغضب!!!

وللأسف الشديد، حين تتسع دائرة الخلاف لتشمل التاريخ والجغرافيا والسياسة والاقتصاد، يصعب الإحاطة بهذه الدائرة وتصبح مثل حرائق الغابات... تحتاج لإمكانات هائلة وتضافر للجهود والموارد والنوايا وهو أمر صعب للغاية في الأمور المعنوية...

تداخلت الخلافات مع مصالح سياسية واقتصادية لا يدركها عموم الناس - أو أنهم لا يتصورون ما الذي يمكن أن يقوم به البعض لمصالحهم الشخصية أو السلطوية... والنتيجة هي دماء وهمجية وعصبية وجروح يصعب أن تندمل بكلمتين... لا سبيل لشفاء جرح إلا بتطهيره... من له حق عليه أن يطالب به دون غوغائية دون قتال ودون غباء...

ثالثاً وأخيراً في هذه التدوينة: لماذا تظهر الأحقاد والضغائن بسرعة وسهولة بمجرد أن يحرك سفيه المياه الراكدة؟

أغبياء الإعلام في كل مكان - أو فلنقل المنتفعين أو الجهلاء... التوضيح:

الجانب المصري: نحن من فعلنا ونحن من قلنا ونحن من علمنا ونحن من ساعدنا ونحن من قاتلنا ...إلخ - نتناسى أو ننسى أن المن يذهب صالح العمل ويصبح مع التكرار والوقت "معايرة" لا تجوز....

أغلب السودانيون في الأفلام المصرية يتحدثون بطريقة مضحكة ويمتهنون مهناً بسيطة ويتصرفون بسذاجة
أغلب أهل الخليج يجرون وراء الراقصات وبنات الليل ويجهلون أصول المعاملة
أغلب الشوام واللبنانيون تجار ممنوعات أو مدللين مرفهين
أغلب أهل الشمال الأفريقي لهم شعر مفلفل وطويل (كانيش) ومتحجرون ولا يفهمون

أمّا عن المصريين في المنتج الإعلامي العربي فهم:
إمّا نسوة ساقطات أو رجال منافقين أو نصابين أو جهلة أو لا يجدون قوت يومهم ولديهم استعداد للعق الأحذية بمقابل مالي أو متخلفين يتكلمون بطريقة اللمبي

هذا التنميط الغبي هو ما يؤجج الفتنة ويسهل الأمر على المنتفعين من وراءها...

عموماً أطلت عليكم ولكن في الحلق غصة وفي القلب وجع وكان الله في عون الجميع...

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

فيك نفخ ويداكا اوكتا
سبب كل اللي حصل للمصريين هو الاعلام المصري المذلل والمقلل للشعوب والحكومة الجزائرية
ابسط قول"الجزائر بوابة مصر للتأهل"
هذا بحد ذاته اقلل بشأن الجزائر
ابو حفيظة وغير الكثير من المقاطع والكلام التلميح الذي ولد هذا
برأي اذا كنتم مصريين بجد عليكم اخماد حريق اشعلتموه
وبالنسبة للرياضة
مبروك الجزائر وان شا الله نشوفها بدور الثماني
وهارد لك مصر وان شا الله 2014 توصلو ولدور النهائي