***16 سنة فما فوق***
عرفت بموضوع إعلان فودافون من رسالة حالة -Status Message- على حائط فيسبوكي جاري. رخمة (رسالة حالة). القصد بحثت عن الإعلان للحكم الشخصي عليه وأكتشفت أنه اتمسح بمعرفة المستخدم!!
تعثرت أثناء البحث في عدد كبير من الصفحات والاحتجاجات ويليها العديد من اعتذارات شركة فودافون وتعليقات الجماهير!!!
وكما توقعت، يوجد مواطن واحد على الأقل استطاع أن يسجل الإعلان ويرفعه بشكل شخصي وغالباً سيتم مسحه من على يو تيوب بطلب من فودافون. شاهدت الإعلان ولم يلفت نظري غير العبارة الأولى. ورغم انها عبارة شعبية صميمة لا تخلو من حكمة وطرافة، إلا أنها تندرج تحت فئة الكلام الأبيح. وطبعاً ما يصحش الكلام الأبيح.
على ما يبدو إن ده ما كانش سبب اعتراض الجماهير!! السبب المعلن والواضح هو : ما يصحش كده ده عباس ابن فرناس راجل كُمّل!!!
وهو موضوع يوحي لي إن هذا الإعلان لو لم يتضمن عباس ابن فرناس لـ كان دخل إلى التوب تِن وتم تقنين العبارة على إنها كلام مش أبيح، بل وأصبح استخدامها جائز ومقبول بين الكبار والصغار كغيرها من المفردات التي يتم تداولها حالياً بسبب التقنين الإعلاني أو الإعلامي لها.
صاحب فكرة الإعلان - الذي لا أعرف عنه شيئاً - فكّر بطريقة منطقية وراهن على المعلومات الحقيقية التالية:
العبارة الأولى أبيحة من تحت لتحت وفيها نكتة والراجل ما قالش حاجة عيب وانتو اللي نيتكو وحشة وهاهاها.
الجمهور بشكل عام آخر ما يعرفه عن عباس ابن فرناس انه عمل جناحات ريش علشان يحاول يطير ووقع مات.
نسبة أقل رأت فيما يرى النائم إن سبب إنه وقع إن دراعاته ماستحملتوش أو الشمع اللي كان لازق بيه الجناحات الشمس سيحته أو انه نسي يركب ديل.
نسبة أقل للغاية تعرف عنه معلومات موثقة.
نسبة أقل للغاية جداً خالص مذاكرينه، ودول غالباً مش بيتفرجوا على التليفزيون.
إذاً: مفيش مشكلة .. إيه يعني عباس بن فرناس.. المهم الحمامة وجملتها .. الحركة بتاعت الإعلان
يعني قبل الإعلان ده لو سألت عموم الشباب والكبار فأي برنامج من اللي بيقابلو الجمهور في الشارع عن مين عباس ابن فرناس هتسمع إجابات من نوع:
-واحد من الصحابة
- مخترع البوصلة
- قاهر المغول
- واحد نط من عـ الجبل بجناحات ومات
لـ سوء حظ صاحب الفكرة .. العبارة لسه مش مستساغ إنها تكون مشاع يُقال وفـ نفس الوقت لو فيه اعتراض حقيقي عليها ماكانتش اتعرضت. من أول الفكرة لغاية الشاشة كله كان أوك.
بعد كده أصبح الاعتراض: إزاي تقول كده لعباس ابن فرناس؟
مش إزاي تقول كده عموماً!!!!!
ده إيه الحلاوة دي؟!!
أسهل شيء الآن أصبح اللعب على أوتاركم العارية
علشان بيقول كده لعباس ابن فرناس اصبحت فودافون شركة كوخة ولازم نقاطعها ..
علشان بيقول كده لعباس ابن فرناس اصبحت هجمة على الصحابة والتابعين وعلماء المسلمين..
علشان بيقول كده لعباس ابن فرناس اصبحت سخرية من علماء العرب الذين قدموا النور لعصور الظلام الغربية التي تعرف شأنهم أحسن منا..
شيزوفرينيا اجتماعية لا تعترف بذلك بوضوح وتحاول إيجاد شماعة أخرى لمواجهة الوازع الأخلاقي الوهمي الذي تنكأه العبارة في كل مشاهدة للإعلان فيشعر أحدهم أنه يجب أن يقول:
إيه قلة الأدب ديه .. ويتذكر أنه يستخدم نفس المفردات المذكورة فيستطرد.. عباس ابن فرناس ده حد مهم ما ينفعش يطلعوه كده.
أو يشعر آخر بالحرج وسط حضور لا يعرفهم أو يعرفهم
أو تضطر فتاة أن تكتم ابتسامتها أو خجلها.
الكل مذنب والكل بيتلكك فـ عباس ابن فرناس.
شاهدت إعلان فيه أطفال صغار لنوع من أنواع البطاطس يرقص فيه الأطفال الصغار وفي نهاية الإعلان تصورهم الكاميرا من الخلف وتركز على مؤخراتهم وهم يتقصعون في الرقصة تصاحبهم الغنوة قائلة:
بطا - طيسها - مضلّعة..
نعم؟!!
هما دول مش عيال المسلمين؟ مش عيال العرب؟ وحتى لو عيال كلب !! .. الكلمة ديه مش موحيه .. مش واضحة رغم الإخراج العبقري؟!! .. عادي يعني .. بطا - طيسكو أنتم كمان مضلعة وللا إيه؟!!
ده على مستوى الكلام ..
إعلان الشامبو الشهير أو الشيكولاته الأشهر اللذان يستلهمان أعضاء تناسلية في الصورة والحركة بشكل مكشوف للغاية عادي؟!!
بوسة جرافينا اللي في الحمّام كانت إشطه!
مش هتكلم على الأغاني والكلمات اللي بقت "قانون جديد"
إذا كان الموضوع ذوق عام وحفاظ على هامش أخلاقي فـ خليكو واضحين وبلاش تماحيك ويبقى موضوع شامل متكامل. عباس ابن فرناس نفسه أكيد مش عاجبه التشريد اللي حصل علشان انتو نيتكو وحشة وكلامكو الأبيح غريب.
ملحوظة:
الإعلان بالنسبالي تافه ومعجبنيش ولا يستحق الضجة من أصله
رد فعل شركة فودافون صِحِي ولكن إحساسي ناحيته غير مفهوم - في حاجة مش عاجباني ومش عارف إيه هيه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق