مبروك علينا الحرّية ...مرحباً بك زائراً ومتابعاً ... تواصلك يشرفني

الجمعة، مارس ٠٤، ٢٠١١

للمدافعين عن د. علاء الأسواني


أولاً وقبل كل شيء .. لست مع الفريق أحمد شفيق ولا آسف على رحيلة ولم تكن لدي إعتراضات على مطالب د. علاء الأسواني أو د. الحمزاوي أو أ. حمدي قنديل .. كل المطالب شرعية ولها وجاهتها وأولها إستقالة الفريق أحمد شفيق... هذا للتوضيح قبل أن تتألق في الدفاع الشرس عن ما تراه صواباً ..

اعتراضي هو على أسلوب د. علاء الأسواني ولا تقل لي أنه رد فعل ولا تقل لي أنه كان يرد كلمة بكلمة ولم يخطئ وسأوضح لك لماذا...

أولاً: الفريق أحمد شفيق كان رئيساً للوزراء في فترة قاتمة السواد وفي ظل حراك قوي من الشارع لا يقبله ولا يقبل وزارته ورغم ذلك قبل الحوار على الهواء وهذه شجاعة تحسب له خصوصاً أنه سيتكلم مع أطراف معارضة للغاية ولها شعبيتها .. ظن الفريق شفيق أن مقامه وسنه وتاريخه يسمحون له ببعض الحصانة من التجاوزات في حقه .. ظن ذلك لأنه متربي على هذه الأصول .. إحترام الكبير ومراعاة اللياقة والشياكة والإتيكيت وما إلى ذلك .. كما أنه لقاء حواري وليس جلسة تحقيق من مجلس شعب منتخب ويمثل الشعب.

ثانياً: جاوب الرجل بصراحة وقال لا أعرف معلومات عن كذا وهناك تحقيقات جارية بشأن الشهداء وأوضح خطورة الوضع الاقتصادي ووافقه على هذه الخطورة صاحب القناة ورجل الأعمال الشهير. كما أنه استمع وأجاب على د. الحمزاوي وأحمدي قنديل اللذان تحدثا بما يليق بألقابهما وأعمارهما ومقامهما الإجتماعي والشعبيأي آنهما تكلما بلغة راقية وأسلوب مهذب وتحضر بالغ وأظنه من طباعهما وليس مختلقاً وأظنه أيضاً وإن كان تكلفاً منهماً فهو في مكانه.

ثالثاً:حين تحدث د. علاء الأسواني رفض إجابات الفريق وكان مندفعاً وأخطأ في إسمه وأغلق أذنه عن كل شيء إلا ما اعتبره مستفزاً بل كرر بشكل فج كلامه عن الشهداء وكأنه بالفعل يزايد وليس يناقش أو بالأحرى يرغب في إخراس الفريق شفيق فقط، وهو أمر كريه ومستفز.لم يعجبني رد الفريق شفيق الذي يتهم د. علاء بارتداء قناع الوطنية واعتبرته رداً خالياً من الديبلوماسية ولكن توقعت من شخص حاصل على درجة أكاديمية رفيعة وجوائز أدبية مميزة أن يترفع عن الاستمرار في النقاش أو يترفع عن الصوت العالي والهجوم القميء والرد كلمة بكلمة كما لو كنا في خناقة في الشارع .. حين يربت على كتفك صاحب القناة ويقوم إليك مذيع محترف لتهدئتك ثق أنك تتجاوز وأنك تتكلم بما لا يليق بك ولا بالمقام الذي توجد به .. وفعلاً رغم أنه لا يليق قوله: كنت بمنزلك أثناء الحرب التي خاضها الفريق شفيق وغيره .. وحقاً حين تطالب بمحاكمات سريعة وأحكام أكثر سرعة فكان أولى بك أن تنصب المقاصل في ميدان التحرير وتجعلها ثورة دموية .. المحاكمات السريعة والأحكام العاجلة تدفن الحقيقة وتكتفي بفرد أو عدد قليل ككبش فداء وخلصنا ولا أظن أن هذا هو ما يريده الشعب أو الشهداء أو أي مواطن.. كلنا نريد جميع الفاسدين أما التعطش للدم والانتقام فلا يليق بالصفوة بقدر ما يليق بالجهلاء.

طريقة د. علاء لا تتفق مع المفترض في مكانته العلمية والأدبية .. مقارنة ما حدث بمناظرة في مجلس العموم البريطاني بين جوردون براون وديفيد كاميرون هي مقارنة ظالمة ولا تناسب الموقف تماماً .. أحدهم رئيس وزراء والآخر عضو بارز في مجلس العموم ومنتخب من الشعب.. كما أن الحدث كان داخل هذا المجلس وكل يتكلم في دوره ولا يوجد منهم من يهدد بالإنسحاب من الجلسة أو يزايد على وطنية الآخر... أما في موقعتنا فمعذرة لا يوجد من يمثلني ولا يوجد من انتخبته هنا .. هو مواطن مثلي قد يزيد أو يقل أدبياً أو اجتماعياً ولكنه ليس مندوباً عني أو عن غيري.. إلى أن يكون هناك مجلس شعب منتخب وغير مزور لا أقبل أن تتكلم على لساني كما أن أسرتي لا تقبل وزملائي لا يقبلون ومن حقنا الاعتراض على أسلوبك وتوجيهك إلى ضرورة مراعاة الكثير من القيم والأصول ..

لو كان من يتحدث هو طالب جامعة مندفع أو عامل بمؤهل متوسط أو حتى أبو أو أخو أحد الشهداء لالتمست له العذر .. أما أن يكون دكتوراً وأديباً ولا يستطيع تمالك أعصابه أو التزام اللياقة الأدبية فهذه هي المشكلة .. الفريق أخطأ نعم ولكن ليس في عبارة أو عبارتين غاية في الاستفزاز ولكن في عدم إنسحابه حين تدنى الحوار إلى خناقة شارع.

منذ أن كنت معيداً صغيراً اختلفت في الرأي مع رؤسائي وطلابي وحدث تجاوز من البعض ولكن كان المحك دائماً احترامي لنفسي والتزامي لآداب الحوار وتصحيح ما بدا استفزازياً وامتصاص حرارة الموقف .. مهنتي وشخصيتي تحتم علي الالتزام بكوني قدوة وحين أتكلم عن الحق فالحق واضح وظاهر دون الحاجة لصوت مرتفع ونبرة حادة .. الحق لا يحتاج للزعيق والتهديد بالإنسحاب والتراشق اللفظي.
وبالمناسبة .. حين يأتي وقت انتخاب أعضاء مجلس الشعب سأختار من يمثلني بمنتهى الذوق واللياقة .. سأنتخب من يستطيع أن يقول الحق وفي نفس الوقت يحافظ على ما تربيت عليه من أخلاقيات. هذا رأيي ولك مطلق الحرية في قبوله أو رفضه

ليست هناك تعليقات: